%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال |
|
---|
الترشيق فرقعة بالون او زوبعة في فنجان
يوسف علي خان
اثارت الحكومة في هذا الوقت امرا سبق ان دعمته وايدته ونفذته حيث الفت وزارة مترهلة كبيرة لا لزوم لها ومن اكثر من اربعين وزيرا كان يكفي ان يكون في العراق اثنا عشر وزيرا لادارة البلاد 00 وبعد اكثر من ستة اشهر على تشكيل الوزارة الناقصة طرح السيد رئيس الوزراء مقترحا لترشيق هذه الوزارة المترهلة التي ثبت فشلها وعدم قدرتها على تقديم الخدمات وانجاز المشاريع وحتى بعد اختبارها في مائة يوم فانها لم تستطع ان تقدم شيئا 00 وهذا الفشل لم يكن بسبب كثرة اعداد الوزراء بل لانها ولدت مشوهة ومعوقة وغير كفوءة لا تصلح لادارة البلد 00فكان مصيرها مصير من سبقها من الوزارات في مجمل العهود التي اعقبت احتلال العراق حيث ان سبب الفشل ليس بكثرة عددها مع ما كان له من اثر سيء في زيادة النفقات العامة وارهاق ميزانية الدولة بنزيف مضاف الى ما يعتورها من نزيف المتسبب من ضخامة الرواتب الحكومية خاصة رواتب النواب والمستشارين وغيرها من اصحاب الدرجات العليا والمكتنزة فيها مكاتب المسؤولين 00 فالمشكلة لاتنحصر في زيادة عدد الوزراء بل في مجمل مكونات النظام وطريقة بناءه فتطبيق الترشيق يكاد ان يكون مستحيلا اضافة لكونه غير مجدي حتى لو تحقق حدوثه فهي مجرد ترقيعات لاتصلح من الاوضاع المتردية شيئا 00 فان العديد من الوزراء هم اعضاء في البرلمان وقد فقدوا مقاعدهم باستيزارهم حيث شغل اماكنهم اعضاء اخرين وبذا فسوف لن يكون بامكانهم استعادة اماكنهم في البرلمان مما سيدفع الحكومة الى الابقاء على رواتبهم وايجاد مناصب كبيرة تعوضهم عن الحقائب الوزارية وبذا فسوف تبقى خزينة الدولة تنزف اموالا كان من الاولى ان تصرف رواتب لالاف العاطلين عن العمل ثم كيف سيتم الترشيق وعلى أي اساس ؟؟؟ فان الوزارة قد شكلت على اساس المحاصصة بين الكتل الرئيسية الثلاث اضافة الى وجود كتل صغيرة لها استحقاقاتها بعدد صغير من الوزراء او لربما بوزير واحد 00 ثم ان في داخل كل الكتل الكبيرة مجموعة من الاحزاب والتنظيمات فهي مجرد ائتلافات00 فالائئلاف الشيعي يحوي عدد كبير من التنظيمات والمرجعيات وكل تنظيم له عدد من الوزراء وقسم منها لها وزير واحد لاتريد ان تفرط به ولا تسمح بالتنازل عنه وكذا الحال بالنسبة للعراقية ففيها العديد من التنظيمات وهو ما موجود في التكتلات الكردية فعلى أي اساس سوف يتم الترشيق انه امر مستحيل 00 ثم ان الوزارات ليست على درجة واحدة من الاهمية في نظر التكتلات السياسية فلكل وزارة قيمة فهناك الوزارات السيادية وهناك وزارات الخدمات وهناك وزارات الدولة ولكل كتلة مصلحة في الفوز باحدى هذه الوزارات 00 فان كان مجرد تبادل الوزارات بين الكتل قد احدث العديد من المشاكل حيث ان كل وزير يمسك بوزارة معينة يأتي بجميع موظفيها من نفس كتلته فان تغير هذا الوزير ومسك نفس هذه الوزارة من قبل وزير اخر من طائفة اخرى سوف يغير كوادرها (( وعل هل رنة طحينج ناعم )) حيث ان الوزارات قد اصبحت مقاطعات للسادة الوزراء والكتل الساسية 00 فالمشكلة اصعب مما يتصورها المرء فان العراق على شفى هوة كبيرة لا يعلم قرارها سوى الله والامريكان 00 واكبر شاهد على ما نرى ما يحدث اليوم في وزارة التعليم العالي وما تطرح من تهم حول قيام الوزير الحالي من تغيير الكوادر في الوزارة من الموظفين ومن رؤسا ء الجامعات وعمداء الكليات وما حدث سابقا في وزارة الصحة وغيرها من الوزارات 00وما صرح به وزير المالية عندما قال بان ماصرف على الكهرباء يكفي لان يكون لكل عراقي شقة في اوربا 00 اولم يكون السيد الوزير مشارك في جميع الوزارات التي شكلت منذ الاحتلال 00 فلماذا لم يصلح الوضع ويعترض على الصرف وهدر الاموال 00؟؟؟ فكل هذه الظواهر تجعلنا نعتقد بان اطروحة الترشيق ليس سوى زوبعة في فنجان سرعان ما تخمد وتنتهي بانتهاء ما تبقى من الاربع سنوات الباقية لهذه الوزارة وتمريرا للازمات التي يعاني منها العراق 00 فانا اقول بان الشعب ليس بحاجة الى كل هذه البالونات لانه شعب جاهل ومخدر تخديرا ابديا 00 فان كانت كل اصوات التفجيرات والمفخخات لم تؤثر فيه وظل غاف مستريح في نوم عميق فهل ستفيقه مجرد فرقعة بالونات غير ممكنة التطبيق ولا تعود باية فائدة مالية على ابناء هذا الشعب المبتلى بسرطان خطير قد استشرى في جميع اجزاء جسمه ولن تفيد به سوى قدرة قادراو تنبؤات المنجمين التي لا أأمن بها حتى لو صدقوا 00وماذا سيدخل في جيبه ؟؟ وهل ستخرج الملايين من جيوب السمان لتدخل بطون النحاف المساكين ام سيحصلون على حلم الكهرباء او ينعمون بالخدمات ويسكنون القصور والفلات 00؟؟؟ فكما يقول الكردي (( كجل حسن 00حسن كجل )) او كما يقول العربي (( ان حضر لايعد وان غاب لايفتقد))وهل نبقى نصرخ كفاية ضحك على الذثقون ةنؤسس مثل المصريين حزب كفاية العراقي فعلى من يضحكون وبعقول من يستخفون فالاجدر بهم ان يخرجوا اولا من مأزق المجلس الاعلى للسياسات الالستراتيجية الذي حشرهم فيه الفرسان ومن يعتقد بان الربيع العربي بعيد عنه فهو واهم لان للسنة اربعة فصول وهي ثوابت كونية فبعد كل شتاء يأتي الربيع ثم يأتي الخريف ويعود الشتاء من جديد ولو ان الشاعر قال
يتنمنى المر في الصيف الشتاء فاذا جاء الشتاء انكره
لا بذا يرضى ولا يرضى بذا قتل الانسان ما اكفره
ومما يحزنني ان الساسة يتعاملون مع الشعب العراقي كما تتعامل الام المرضعة لطفلها الرضيع الذي يبكي وهي لا تستطيع ارضاعه لنفاذ حليبها فتقدم له خرخاشة او مصاصة او قطعة شوكلاتة حتى يكف عن البكاء او يعود كي ينام وعلى الدنيا السلام 00 فانا ابصم بالعشرة كما سوف يبصم الجميع على بقاء الامريكان بالالبسة العسكرية ويبقى معهم الفرسان بالالبسة المدنية في كل مكان ان ما يجري ليس اكثر من زوبعة في فنجان 00 اه منك يازمان 000!!!
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|