<%@ Language=JavaScript %>  المحامي يوسف علي خان ماذا نكتب وماذا تنشرون

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

ماذا نكتب وماذا تنشرون

 

المحامي يوسف علي خان

 

كل ما اردنا ان نكتب موضوعا يطرح مشاكل الناس ومعاناتهم قيل لنا هذا محذور وفيه حساسية ومسؤولية قانونية او انه لم ينشر اساسا ..حيث تمتنع مؤسسات النشر عن نشره ان كان في صحيفة او في موقع حتى في كتاب فان المطابع ترتعب وترفض النشر..

 وهذا يشمل حتى المؤسسات او المواقع التي تعمل من خارج العراق فالخوف والرعب مترسخ في نفوس اصحاب المواقع وهم على بعد الاف الكيلومترات بعيدا عن العراق او ان ما يكتبه الكتاب يخالف توجهاتهم ومعتقداتهم الدينية او الطائفية او العرقية مع ما تتضمنه من طرح لمشاكل حقيقية وواقعية وبارزة للعيان يتلضى بجحيمها ملايين من ابناء الشعب فالكاتب الشيوعي او اليساري لاتنشر له المواقع القومية التوجه وبالعكس فالمقالات التي تمجد بالعرب وتدعو الى توحدهم لاتنشرها المواقع والصحف الكردية..

  والمواقع القومية العربية  لاتنشر ما يطالب بحقوق الاكراد ويطرح معاناتهم .. فمثل هذه الامور مفهومة ومبررة وهي امور طبيعية خاصة اذا كانت تتعلق بالدعاية لتلك التوجهات والدفاع عنها .. مع ان المفروض ان يكون الاعلامي وصاحب الصحيفة او الموقع حياديا ينشر كل ما يصل اليه من مقالات ان كان يؤيدها او يعارضها ومن حقه الرد عليها بمقال يكتبه هو او احد من جماعته ومن نفس توجهه فهذه هي الديمقراطية وحرية الرأي  ومع ذلك فليس بين الاعلاميين نبي او له خصال الانبياء  ولكن يجب ان نتقبل الرأي الاخر وننشر وجهات النظر المختلفة مهما كلفنا من ضغوط نفسية مؤلمة ..

 كذلك هو دور الكاتب نفسه بان يحاول ان يكتب بشكل حيادي كل ما يجده سلبيا او مجانبا للحق والعدل وان لا يكون متزمتا فيما يكتب ويدافع عن وجهة نظر واحدة حتى لو شعر بانها خاطئة وغير صحيحة كما يحدث في معظم الاحيان 00فالكاتب الذي يحترم نفسه   عليه ان ينقد العربي اذا وجده قد انحرف عن جادة الصواب وينقد الكردي اذا وجده يمجد بالشوفينية العنصرية وينقد اية جهة اذا وجدها مخطئة مهما كان انتمائها ان كان من نفس جنس انتمائه او مخالف له بحيادية ودون انحياز ولكنه امر صعب ومجرد امنيات ..فعليه ان يدرك بانه ينتقد ظواهر وتصرفات ولا ينتقد شخوص او ينتقص من كرامتها فالشخصيات محترمة والاعراق محترمة والطوائف والعقائد جميعها موضع اجلال وتقدير فلا فرق بين عربي او اعجمي إلا بالتقوى ( ويقصدالاجنبي الغريب ) فمن هذا المنطلق فعلى جميع وسائل الاعلام من الصحف والمواقع ان تنشر كل ما يكتب ان لم يكن فيه تعرض لذات الشخص وخصوصيته او فيه سب او قذع او شتم فهو امر محرم اخلاقيا وقانونيا  وعلى المتلقي أي كان جهة حكومية ام افراد عاديين  ان يتقبل النقد بكل رحابة صدر فهو مجرد تنبيه وتوجيه والفات نظر ..

 فعلى الناشر ان ينشر كل ما يرده من نقد للسلبيات مهما كانت صفتها سياسية كانت ام اجتماعية ام اقتصادية وعلى المنتقدين ان يكون صدرهم رحب ولا يصفون من ينتقدوهم بالنقد الهدام .. فليس هناك نقد هدام ونقد بناء فالنقد نقد وابراز للعيوب والاخطاء وإلا اضحى مديحا وعلى جميع وسائل الاعلام ان تنشر بدون ممانعة كل مايردها من مقالات وان لاتتحرج وترتعب مما يكتبه الكتاب فهي على الاقل ليست رصاصات ولايمكن ان تصلهم من على بعد الاف الكيلومترات من مكان تواجدهم في اوربا او امريكا او استراليا او غيرها من البلدان البعيدة عن العراق وإلا فعن أي شيء تريد ان ينشر الكاتب هل تريده ان يكتب عن ( الطقس او عن سكان المريخ او عن الحب والغرام )..

 فحتى لو كتبنا عن الحب ومعاناة المحبين واثر الغرائز فيهم فهناك من المواقع قد تحجم عن نشر حتى هذه الحقائق البشرية فارشدونا يا اصحاب المواقع من تريدون ان نمتدح وعن ماذا نكتب حتى نرضيكم ونهديء خواطركم فقدموا لنا قائمة على ماذا تريدون ان نكتب فلا بأس ان نخون ضمائرنا ونكون انتهازيين ولو مرة واحدة  ونكتب ما تريدون ..

 فان كان العديد من الكتاب وهم داخل العراق مستعدين ان يكتبوا بكل جرأة وشجاعة  من داخل الجحيم العراقي  الذي يعيشونه ويضعون انفسهم امام المخاطر ويجدكم تمتنعون عن النشر وانتم في اقصى درجات الامان والاطمأنان وعلى شواطيء البحر تنعمون باجمل الامسيات واحلى السهرات وتتنقلون بين المؤتمرات تلو المؤتمرات والشعب العراقي يتلضى بلعلعة الرصاص وينام ويصحو على اصوات الانفجارات ..

 فاتقوا الله يا اصحاب الصحف ويا اصحاب المواقع الالكترونية واتركوا ما انتم سائرون به فالبصراوي لا ينشر للمصلاوي وبالعكس والسني لا ينشر للشيعي وبالعكس والكردي لاينشر للعربي وبالعكس فالى متى ياقوم سوف تستمرون فلا تخشون الكتاب فقلمهم على اية حال ليس رصاصة بل انه حبر على ورق ونتعهد لكم باننا سوف نكتب منذ الان عن الطقس والطقس فقط ارضاء لكم عسى ان تنشروا ما نكتب وندعو الله ان يصلح النفوس لما فيه خير لهذا البلد الجريح وتعود المياه الى مجاريها صافية مثل الزلال .....!!!  

 

20/11/2010

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

مقالة للكاتب والمحامي

يوسف علي خان

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال