<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان الجوع والحرمان سبب كل هذه المصائب

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الجوع والحرمان سبب كل هذه المصائب

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

لقد وجدت من المجدي والمفيد أن اقص على القراء الكرام تجربة قام بها احد اساتذة كلية الزراعة في حقل دواجنه في الدورة   قبل اكثر من خمسين سنة اراده بحثا عن اثر الجوع والعطش في شخصية الكائن الحي حيوانا كان ام انسانا  باعتبار الانسان حيوان ناطق ... وفي تحول سلوكياته الذاتية تبعا لتوفر الغذاء له من حرمانه منه ..وذلك من اجل تقديمه لاحدى المؤسسات العالمية لنيل شهادة تقديرية منها وفق ما عرضته المؤسسة الاجنبية في ذلك الوقت  ... وقد صادف ان تعرفت على ذلك الاستاذ بحكم قيامي انا ايضا بانشاء حقل دواجن خاص بي في احدى الاماكن في بغداد  في حينه مما تطلب تواجدي بشكل دائم عنده ومراقبة هذه التجربة الفريدة  باشر بممارستها..حيث كنت ازوره وبشكل منتظم واراقب تطورات تلك التجربة ومعرفة تطورات مراحلها بشكل مستمر .. واصبحنا صديقين اشاركه تلك التجربة من باب الفضول فقط ومعرفة نتائجها ..فقد وضع عشرين دجاجة وخمس ديكة في قاعة مغلقة.. واخذ يقدم لهم العلف الممتاز بشكل كاف ومنتظم فوجدهم ينشطون ويمرحون ويتراكضون بصورة طبيعية وبسعادة غامرة وهم منشغلون في التقاط العلف المتواجد في الاطباق المليئة ويشربون الماء الوفير  بين اونة واخرى وهم في حركة د ؤوبة لا تفتر ..وكانت الديكة تتزاوج مع الدجاج الاناث بين فترة واخرى  لشعورهم  بالراحة والنشوة غير مبالين با ي شيء لا ينظرون الى ما يخبئه لهم الزمن.. او بالاحرى ما سيفعله بهم صديقي العزيز الاستاذ الفاضل... فقد جعلهم حقل تجارب لمصلحته من اجل انجاح تجربته وللوصول الى ما يفكر فيه استجابة لتلك المؤسسة   ..وبعد اسبوعين تقريبا بدأ بتزويدهم بنصف كمية العلف ونصف مقدار الماء .. فاذا بهم يتباطئون عن تلك النشاطات وتصيبهم حالة من الوجوم ... ويبدأؤن بالتزاحم على العلف وأخذت الديكة تهاجم البعض من الاناث  لابعادها  كي   تنفرد هي باكبر كمية  من العلف  والماء  بعد أن كانت تربطهم وشائج  الود   و المحبة... واستمر هذا التزاحم اسبوعا كاملا حيث بدأ صاحبي بانقاص كمية العلف الى الربع وكذلك اواني الماء ..فبدأنا نرى الازدحام والتدافع يشتد وتأخذ الديكة الاولوية في الاستحواذ على العلف ... وتبدأ بنقر الاناث وجرحها لازاحتها .. وبعد انتهاء الاسبوع توقف الاستاذ تماما عن تجهيز العلف والماء وإذا بالديكة بعد يوم واحد تهاجم الاناث مهاجمة عنيفة وخاصة من الخلف وتستمر بنقرها حتى تخرج دمائها وتبدأ با قتلاع بعض اللحم من  جسدها وتشرب دمائها التي تسيل منها .. فقام صاحبي واخرج الديكة من الساحة وابقى الدجاج الاناث فقط وايضا دون طعام .. فشاهد الدجاج الاناث نفسها تبدأ بالهجوم بعضها على البعض الاخر وتتمكن القوية منها بجرح خلفية الضعيفة وتبدأ بازدراد لحمها وامتصاص دمائها وتستمر بفعل ذلك حتى تسقط الضعيفة جثة هامدة ميتة .. وقد اخذ تلك الديكة الهائجة الى قفص اخر وقدم لها علف وفير فإذا بها تهدا وتعود الى حياتها الطبيعية دون مزاحمة او خصام فيما بينها كما فعلت اثناء فقدانها للعلف والماء .. وقد بقي من الدجاج الاناث الاحياء اربعة فقط فقد نفقت البقية جميعها قتلا من بعضها البعض ... فاخرجها ووضعها هي الاخرى في قفص مليء بالعلف والماء الوفير فإذا بها هي الاخرى  تعود الى حالتها الطبيعية كذلك وتعود للصفاء والاستقرار .. وادخل الديكة عليها فعادت  تتزاوج معها  كما كانت تفعل قبل حرمانها من العلف تعمها الفرحة والسعادة  الغامرة كما فعلت في بداية التجربة ..فتاكد من نجاح تجربته وقدم بحثه الى الجهة الدولية  وقد  نال شهادة رفيعة من الهيئة واصبح علما مشهورا في تربية الدواجن في ذلك الوقت ...

 وقد تأكدت انا بدوري بان الانسان هو كائن حي سلوكه مثل الدجاج فان توفرت له سبل العيش الكريمة  فسوف يعيش حياة طبيعية تسودها الالفة والمحبة... ولكن إذا جاع فسوف ينقلب الى وحش كاسر ينقض على كل من هو بجواره لسرقه ما له  بل ويفترسه  بجسده  بعد قتله ان استمر حرمانه من مورد رزق له  ..وان ما يحدث اليوم من جرائم سببها الجوع والحرمان وانعدام فرص العمل.... فلو وفرت الحكومة سبل العيش الكريمة لهؤلاء  الذين شرعت لهم قانون الارهاب وهم بالطبع قد يكونوا قد ارتكبوا فعلا العديد من الجرائم وهذا ما ستتاكد منه الهيئات التحقيقية والمحاكم فهي ذات الاختصاص في حقيقة افعال هؤلاء.... ولكن حتى لو تأكد ارتكابهم كل تلك الجرائم فمعظم دوافعها هي الحاجة والجوع والحرمان  ولكن هذا لا يعني اعفاء من ثبت ارتكابه الجرائم من العقوبة تحت غطاء ما يراد تشريعه من قانون الاعفاء العام فهذا القانون لو وافق عليه البرلمان سيكون قد ارتكب اكبر خطأ بحق الشعب سيديم الجريمة ويوسع مديات ارتكابها ويعظم انتشارها فدعوات مثل هذه المطاليب يطلقها من يريد استمرار الجريمة في العراق.... ومن سيوافق على تشريعه هو بالتاكيد مشارك فيها أو يريد الشر للعراق .....أما قانون اجتثاث البعث فإن اريد تطبيقه فيجب أن يطبق على الجميع وعند ذاك سوف يشمل معظم المسؤولين الناشطين والعاملين في المؤسسات الحكومية في الوقت الحاضر .. وربما الكبار فيهم ... فلا يمكن أن يطبق على فئة ويغض الطرف عن فئة اخرى... فهو امر غير عادل وسوف يؤجج الاحقاد ويشعل نار الفتن . ومن يقرأ قصة عبود سيتأكد من تأثير الجوع والحرمان على الناس .... ذلك المجرم الذي ظهر خلال الحرب العالمية الاولى وارتكب جرائمه اثنائها في مدينة الموصل حيث كان يختطف الاطفال ويقتلهم ويطبخ لحومهم ويبيعها للناس كساندويشات باسعار بخسة لضعف حال الناس انذاك بسبب ضروف الحرب وانتشار المجاعة خلالها .. اذ كان يرمي رؤوس الاطفال بعد ذبحهم في البئر المتواجدة في نفس الدار.... ولما تم القاء القبض عليه اعترف امام القضاء بان الحاجة والفقر وعدم وجود فرص عمل هي التي دفعته لارتكاب كل تلك الجرائم الشني حيث توقفت الحياة خلال الحرب الاولى  واخذ جميع الرجال المتواجدين في المدن الى ساحات القتال واصبح المتواجدون لايجدون ما ياكلونه حتى الكلاب فقد نفذت وأفاد بانه شاهد اولاده وزوجته سوف يموتون جوعا فلجا مضطرا الى فعلته تلك .. وقد حكم عليه بالاعدام واعدم في ساحة القشلة انذاك .. وليس كما يجري اليوم بتطبيق نظرية عفى الله عما سلف أووفق  قانون دفع الدفاتر من الدولارات ..   فالجوع والحرمان هما  السبب الاكبر لهذه الجرائم التي نشاهدها اليوم حيث يضطر الفقراء والمعدمون ان يكونوا اجراء لتنفيذ الجرائم لحساب من يدفع لهم أي مبلغ من المال .. لان حكومتهم عاجزة عن توفير فرص العمل لهم  .. لان مليارات الدولارات التي تستحصل من ابار النفط  تحوّّّل عن طريق غسيل الاموال او عن طريق التهريب الى خارج العراق فلم بعض المسؤولين  في الخزينة  مال تدفعه رواتب للعاطلين عن العمل كما لا يوجد مشاريع اهلية او معامل بامكانها توفير فرص عمل هي الاخرى...  فيندفع العاطلون الى الاجانب واصحاب المصالح من الاشخاص او التنظيمات الداخلية  لتنفيذ الجرائم لحسابهم وسوف لن تتوقف هذه الجرائم طالما بقيت الاوضاع على ماهي عليه اليوم ..... وسوف يعيد العاطلون دورة الدجاج وتجربة الاستاذ ايام زمان.... ولكن اليوم ستطبق التجربة مع البشر وسيحدث نفس ما حدث مع الدجاج فنجد الانسان يقتل الانسان حتى ما وصل ما قتل من جميع الاطراف ما يزيد على المليون ونصف كما اشرنا سابقا .. فالكل كائنات حية تتصرف نفس التصرف إن جاعت ولم تجد مورد رزق ... فالانسان ليس سوى حيوان عاقل والجوع بالتأكيد يذهب العقل فيصبح حيوان بصورة بشر دون عقل  ويفعل نفس ما فعلته قطعان الدجاج أو على الاقل كما فعله عبود ولربما تكون الان ليست رؤوس الاطفال التي ستقطع  بل لربما تكون رؤوس العديد من اللصوص الكرام الذين لم يبقوا دولار واحدا  للعاطلين عن العمل...  فإن لم تستدرك الحكومة الامر وتجد حلا للمشكلة الاقتصادية وللحالة المزرية التي يعيشها المواطنون فالوضع الحالي  لايحتمل التأجيل والخطر قادم لا محال والديكة كثيرون في هذه الايام   ....!!!!

                                                                 يوسف علي خان

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا