<%@ Language=JavaScript %> علي محسن حميد قراءة في مرافعات محاميي الشهيد - أطراف التآمر والتواطؤ في اغتيال جار الله عمر

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

قراءة في مرافعات محاميي الشهيد -

 

 أطراف التآمر والتواطؤ في اغتيال جار الله عمر

 

 -2-

 

 

علي محسن حميد*

 

الزنداني رجل الشريعة ضد الشريعة:
للتذكير يعتمد هذا المقال على كتاب "نقد وتفكيك الاستحلال" لهيئة الادعاء المكونة من 13 محاميا في قضية اغتيال جارالله عمر.. في الجزء الأول اجتهدت لتوضيح جزء من دور الزنداني في الاغتيال وفي هذا الجزء أسرد ماتبقى.. بداية كان يتوقع من الزنداني كمواطن صالح وكمؤمن بالله وبالشريعة ومن كبار دعاة النهي عن المنكر والأمر بالمعروف وعدم كتمان الشهادة التي يؤثم عليها فاعلها، يخاف عذاب ربه في الآخرة ويؤمن بأن الله يمهل ولايهمل، وأن من يتهرب من العدالة في الدنيا لايستطيع فعل ذلك يوم الحساب الإلهي، الذي يتساوى فيه الخلق أمام خالقهم، أن يضع نفسه فورا تحت تصرف العدالة كأبسط عمل يقوم به مواطن صالح يحترم الشرع قولاً وعملاً ويرى في نفسه قدوة للناس ويحرص على تطبيق إيمانه بالشريعة و بالرسول الكريم القائل "والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها" و"الناس سواسية كأسنان المشط"، بدون الانتظار لمطالبة هيئة الادعاء بمثوله أمام العدالة أثناء المحاكمة وبعد صدور الحكم بإعدام القاتل في 14 سبتمبر 2003 ثم مرة أخرى في 7 مارس 2004 أي بعد نصف عام على صدور حكم الإعدام عندما كررت الهيئة طلبها التحقيق مع الزنداني في قضية اغتيال جارالله لأن علاقة الزنداني بالقاتل وبعض أفراد عصابته قديمة ولايشوبها الشك كما سيلي.
الكفالة الأولى للزنداني: كشفتها عدة جرائد محلية وعربية في 8 مارس 2004ومنهما صحيفتان لندنيتان، هما (القدس العربي) و(الحياة) اللتان ذكرتا بأن الشيخ الزنداني- رئيس مجلس شورى حزب الإصلاح- قدم كفالة للإفراج عن القاتل عندما كان محتجزا في الأمن السياسي عام2000، وأنه: 1- اجتمع بالقاتل في عدن قبل ارتكاب الجريمة، وأن 2- محاموا ورثة جار الله والحزب الاشتراكي جددا اتهامهما له وطالبا بالتحقيق معه.. إن ضمانة الزنداني للإفراج عن المتهم عبدالسلام أمين الحريري، التي وفرت له غطاء للفرار من المحاكمة بتهمة المشاركة في الاغتيال ضمن خلية جامعة الإيمان - مسيك، لم تكن الأولى من نوعها وأن الأمن السياسي قبل الكفالة الثانية بدون إحاطة هيئة الادعاء بها برغم علمه الأكيد أنه لولا كفالة الزنداني الأولى للسعواني، لما تمكن الأخير من ارتكاب جريمته، وببساطة توضح الكفالة الأولى وجود صلة قوية وقديمة بين القاتل وبين الزنداني، وأن دورالأخير في الاغتيال في أي بلد يحترم ويطبق الشريعة الإلهية أو القانون الوضعي لايمكن التغاضي عنه لأن الناس جميعا وبدون استثناء أمام القانون سواسية.. بعد الإفراج عن القاتل عام 2000 تولى الزنداني كما هو موثق بعناية في محاضر جمع الاستدلالات في الكتاب- المرجع الاهتمام به ورعايته واجتمع به في عدن مع آخرين بحسب اعترافات بعض المتهمين بما يكشف وجود تواطؤ ثلاثي بين الزنداني وصالح والأمن السياسي، لأن كل كلمة يقولها الزنداني في بيته كغيره من كبار القوم كانت تسجل ويطلع عليها الأمن والرئيس في كثير من الحالات، وكل شخص يلتقي به يبلغ باسمه إلى الأمن، وصالح لذلك لايتصور أن يقبل الأمن السياسي الكفالة بدون موافقة صالح.. وطبعا هذا لايعفي الأمن من المسؤلية اليوم وغدا ومعه القضاء الذي أرسل رسالة كاشفة للرأي العام بأنه مكبل اليدين وأنه مجرد من صلاحياته الدستورية في نظام كان يسير فيه شخص واحد كل السلطات بالكرباج والريال والسيارات والابتزاز.. لقد أشارت هيئة الادعاء إلى فداحة التدخل من قبل من وصفتهم بالسلطات العليا وذكر كتاب نقد الاستحلال اسم الزنداني كطرف في قضية اغتيال جارالله عمر أكثر من 50 مرة.. هيئة الادعاء لم توجه التهمة للزنداني جزافا، وإنما من موقع المعرفة والاطلاع المباشر على اعترافات القاتل أمام النيابة وأقوال المتورطين في جريمة الاغتيال ومساهمة الزنداني في التمويل وكفالتيه ولقاءاته مع القاتل وغيره.. لقد اعترف عابد الكامل المتهم رقم (2) منفذ جريمة مستشفى جبلة، وميمون السحداد المتهم رقم (3) بأن السعواني كان ينقل لهم فتاوى الزنداني وعبدالله صعتر وعبدالرحمن العماد ومحمد المؤيد (اعتقل في المانيا ونقل إلى امريكا بتهمة دعم الإرهاب وأخلي سبيله قبل عامين تقريبا، وخطب في ساحة التغيير بصنعاء في العام الماضي كمنافح من أجل الحق والعدل والحرية وحقوق الإنسان).. ويشير الكتاب إلى مذكرة صادرة عن الزنداني باسم جامعته، جامعة الإيمان، لاعلاقة لها برسالة أية جامعة تخدم العلم وحده تعبر عن رفضها للنظام الجمهوري القائم على الانتخاب والرضا الشعبي وتندد بالحزبية وتحث على إقامة إمارة، وتؤسس وتشرعن للبيعة لأمراء التنظيمات الجهادية وتكفر التعددية الحزبية، أي أنها أعادت إنتاج خطاب القوى الأصولية والسلفية في 1990 ومابعده الذي يهود الدستور وحرّم التعددية و...الخ.. إني بهذا المقال لا أحاول تفكيك أسطورة الزنداني خاصة بعد أن وصفه البعض مؤخرا بالعالم الرباني، الذي لا يأتيه الباطل، لأن هذه ليس مهمتي وما أريد قوله وسط ما يحيط حياته وسيرته من تناقضات جمّة أنه يوظف الدين لمصالحه المالية والعقارية والسياسية والعسكرية، ولحفر موقع ونفوذ له بين قبائل يريحها معسول كلامه مع معرفتها بأنه يخزن لديها كميات هائلة ومتنوعة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والصواريخ، وهو مايتناقض مع رسالة العالم الرباني الذي يفترض فيه أن يحمل المسبحة وليس صاروخ لو، لأنه حامل رسالة محبة وتصالح ووئام وليس رجل حرب وكراهية وفرقة.. لقد كفر الزنداني 24000 عضوا وعضوة في الحزب الاشتراكي، وطلب منهم تسليم أنفسهم إلى أقرب مسجد! قبل أن يجبروا على تسليم أنفسهم إلى أقرب معسكر.. الزنداني هنا كان يريد لخصومه السياسيين، وهم بالملايين، وليس الحزب الاشتراكي وحده أن يودعوا في معسكرات اعتقال تشبه معسكرات الاعتقال النازية، ولم يتوقف طلبه عند هذا الحد، بل قال سنطلب صراحة من الرئيس اليمني (عندما كان في جيبه) وقبائل اليمن والحكومة اليمنية والجيش اليمني حمل السلاح للفصل بيننا وبين هذا الحزب.. وفي حالة السعواني و(38) متهماً ومتورطاً فقد خدع هؤلاء بخطاب ديني يوظف لخدمة السياسة وشيخ حل لديهم محل العقل ومكيافيللية غايتها تبرر الوسيلة.. لذلك ليس عجيبا أن يعترف القاتل بأنه قبل التفكير بالقتل أثناء مؤتمر الإصلاح كان يفكر بالحور وبالكباب وأنه وشركاؤه يستبيحون القيم ويحللون الكذب والخداع والغش بحجة أنهم مجاهدون.. وفي ختام هذا الجزء الخاص بالزنداني أرى أن مصلحته ومصلحة الدين والعدالة توجب عليه قبل أن يلقى الله أن يقول الحقيقة حول دوره في اغتيال جارالله وقضايا أخرى منها مقتل الشابة لينا عبدالخالق في منزله، لينجو من عقاب الله في يوم لا ينفع فيه جاه ولامال ولابنون ولا أتباع سذج.تواطؤ السلطة: الرئيس السابق - الأمن السياسي - النيابة العامة :
ملخصه كما يلي:
1- طالب الحزب الاشتراكي وهيئة الادعاء النائب العام، تمكينهما من الاطلاع على محاضر التحقيق مع القاتل أثناء سجنه في الأمن السياسي عام 2000 وضم التحقيق إلى ملف القضية وتوضيح كل مايتعلق بحديث القاتل مع رئيس جهاز الأمن السياسي ونائبيه حول استهداف حياة جارالله عمر، ومعرفة أسباب تفرغ القاتل لقراءة القرآن خارج المعسكر، الذي ضم إليه بعد أن أبلى بلاء سيئا في حرب1994 في حضرموت، والمهام الموكلة إليه وأسباب استمرار دفع مرتباته ومكافأته، وهو لايعمل ومتفرغ لعمل لا صلة له بالجندية وحماية الوطن ومعلومات المتابعة الأمنية عنه منذ إطلاق سراحه وحتى يوم الاغتيال، وأخيرا صلات الجاني مع الجهات المختلفة.. القاتل أفصح في الأمن السياسي للمحققين معه ومنهم وكيلا الجهاز وقتها محمد الصرمي، وعبدالله محرم أن رئيس الجهاز غالب القمش ناقشه بذلك شخصيا وأن لدى مسؤولي الجهاز تسجيلات تكشف التخطيط لارتكاب الجريمة.. وفي محاضر النيابة أكد القاتل أكثر من مرة بأنه كان يعمل مع أفراد - خلية جامعة الإيمان - مسيك لتنفيذ الاغتيالات باسم الدولة أو الأمن السياسي.. ويسرد الكتاب في أكثر من صفحة تعبير القاتل الصريح عن نيته أمام القيادة الثلاثية للأمن السياسي قتل جارالله عمر والعلمانيين والمنصرين (أطباء مستشفى جبلة) والباطنيين (الإسماعيليين).
2- أوضح أمين عام حزب الإصلاح للنيابة أن "الأمن السياسي مكن الجاني من ارتكاب الجريمة، لأنه كان متواجدا في قاعة المؤتمر الثالث لحزب الإصلاح بشخص العقيد أحمد درهم ومحمد الشاحذي والبعثة التلفزيونية، وعددها بالعشرات وبعض هؤلاء يعملون مع الأمن".
3- وجّه النائب العام ورئيس النيابة رسالة إلى رئيس جهاز الأمن السياسي وقائد اللواء 27 ميكا لموافاة النيابة بالتحقيقات التي أجريت مع القاتل وأسباب تفرغه "لقراءة القرآن" ولم يردا. وهذا دليل آخر يعبر عن ازدراء واستهانة رسمية بالقضاء، لم تكن لتتم بدون معرفة صالح مما ساعد على عدم إجلاء الحقيقة في قضية غير عادية، خاصة وأن جريمة قتل الأطباء الأمريكيين بمستشفى جبلة، كانت صنوان لها وتمت من قبل نفس الخلية وكان عابد عبدالرزاق كامل قاتل الأطباء رقم 2 فيها.
4- دور الإعلام الرسمي:
تورط الإعلام الرسمي، والدليل قديم فقبل سنوات عديدة وصفت صحيفة 26 سبتمبر جارالله عمر بـ"فقيه الفتنة"، وبدون سبب معلوم أو مقدمات، تم بتعليمات عليا تجند كتيبة من الكتاب المرتزقة، يجب الكشف عنها وعن دورها وفضحها أمام الرأي العام، لأنها باعت ضميرها المهني لتشويه جارالله في عملية تعبئة غير مسبوقة ساهمت بدون شك في اغتياله، وأجزم بأن الهدف من الحملة ضد جارالله عمر لم يكن سوى التمهيد لاغتياله، لأنه لم يقبل أن يكون أداة بيد صالح لتحقيق أمنية كبرى في شق الحزب الاشتراكي.. كان صالح يريد أن يرشح جارالله عمر نفسه أمينا عاما للحزب، وكان جارالله عمر يعي أهداف هذه اللعبة ومقتنع بقيادة (مقبل) وغير طموح لهذا الموقع وحريص على وحدة الحزب.. في مارس 1994 - قبيل الحرب- قال لي أحد المنظرين لصالح الذي كان غير وفي معه وعزله من منصبه، وهو في سرير المرض أنهم يريدون أن يصبح جارالله عمر هو الأمين العام لأن (مقبل) غير مرن وعندما وصل عدو - حينها- (جعفر باصالح) إلى البيت الذي كنا فيه طلب مني الصمت وألا نتحدث بحضوره.
حملة إعلامية رسمية ضد جارالله عمر: سنت جوقة واحدة سكاكينها في تنسيق واضح، وفي أوقات متقاربة معظمها قبل وفي سنة 2002، لاغتيال جارالله عمر معنويا أولا.. الكتاب سرد عينات مما كتب في خمس صحف يومية وأسبوعية هي: الثورة، و26 سبتمبر، و14 اكتوبر، والميثاق، و22 مايو، وكلها تتصدر صفحاتها الأولى مبادئ الثورة الستة التي ابتلعها طاهش الحوبان الذي وصفه زامل شعبي بأنه " قد شل سبتمبر والقم اكتوبر حجر- قلدكم الله شي مية مسؤول من أسرة وبيت" وأواصل مع الصحافة السوداء "جارالله عمر عاد محنطا بنفس التابوت الذي خرج به.. الرجل ذو التاريخ العريق المصنوع بالألغام والمتفجرات لم ينس تاريخه.. جارالله عمر كان معارضا باللغم والقنبلة..الجنرال المحنط يسعى للوقوف دائما ضد مصالح الوطن.. جارالله عمر يستحق عن جدارة لقب قاتل الأطفال ومسمم الأبار.. (القاتل اقتبس هذه العبارة أثناء التحقيق لتبرير جريمته).. لقد تناسى محنط الحزب الذي أعماه بريق لينين وبطش ستالين ونازية هتلر وتعطش موسوليني للدماء (هكذا كانت مخضرية إعلام صالح القادر بجهل جمع مالا يمكن جمعه في برمة واحدة).. الجنرال المحنط لم يعجبه آراء السفيرة الأمريكية، وهي تتحدث بإعجاب عن الديمقراطية في بلادنا.. ثم تناقض الميثاق نفسها، وتقول إن أحد الرفاق (جار)، والمقصود جارالله عمر، على نفسه وحزبه والوطن بما مارسه- ومايزال - من تخريب في حق الوطن والأبرياء الخ.. إلى قولها إذا به اليوم مجرد تابع و(عميل صغير) في القائمة الطويلة من العملاء ، ولايجد غضاضة في المجاهرة بعمالته لـ(السي آي إي) وإسداء نفس الخدمات بذات الجرأة والحماس، الذي كان يجاهر به في عمالته بالأمس القريب للجهاز الآخر (الكي جي بي ) - مخضرية ثانية ولاحياء - جنون (جار الله عمر) شفاه الله من محنة الجنون- وآخر تقليعاته ماجادت به قريحته الحزبية الدبلوماسية حول رفضه للحوار في الثوابت الوطنية.. وقبل ستين يوما فقط من الاغتيال قالت الميثاق جارالله المعهود عنه ولاعهد له يتحدث بلغة رفاق دربه الذين دفنهم بيده!! بعد أن تمت تصفيتهم أو المواطنين الآخرين الذي غدر بهم أيام كان مسؤولا عن قيادة الحزب في الشمال حينما كان معارضا باللغم والقنبلة( أي أن من صفّى حتى رفاقه حان وقت تصفيته)، وعلى هامش هذا الهذيان قابلت في الهند عام 1993 تقريبا نائباً أردنياً من جبهة العمل الإسلامي يدعى العكايلة لم يتورع، وهو الرافع لراية الإسلام عن تبرير الاغتيالات في اليمن بحجة الحق في الانتقام من الاشتراكي.. وختمت الميثاق اتهاماتها لجار الله باتهام خسيس لايصدر إلا من عقل فاسد هو أنه يجري اتصالات بعناصر المخابرات الدولية لتشويه سمعة اليمن والإساءة إليه.. ألم يكن هذا الاتهام وحده يستحق رفع قضية على الصحيفة والكاتب؟. ومن المفارقات كما يبين كتاب نقد وتفكيك خطاب الاستحلال أن القاتل السعواني عبّر عن وقوفه ضد ثورة سبتمبر، وكان لا يعبر عن موقفه وحده، وإنما عن غيره من الذين يتطلعون لحكم اليمن وتحويله إلى ولاية باسم الخلافة والحاكمية، ويرفضون الجمهورية، ويرفضون الوقوف تحية للسلام الجمهوري، وأداء القسم الدستوري.. قال القاتل السعواني في مرافعاته "إن ثورة سبتمبر هي السبب في كل هذا الخروج على الإسلام، وأنه بعد قيامها ظهرت المفاسد العظيمة من الناحية الدينية والاقتصادية ولو لم تنجح الثورة لطبقت الحدود على المجترئين على الدين ولما جرؤ شخص أن ينتقص من الشرع ويطعن في المقدسات".
5 - دور صالح: شهادة مراقب
ذكرت في مقال سابق بأن صالح كان يحذر الشهيد من محاولات اغتياله وأنه نصحه بزيادة الحراسة وبأن يستخدم سيارة صالون كبيرة بدلا من سيارته المتواضعة لأن هناك عناصر منتقمة قد تستهدف حياته وكأنه كان يريد من جارالله عمر أن يقول إن موارده لاتسمح له بشراء مثل هذه السيارة لكي يهبه واحدة و جواسيس بلاي عسكري لمراقبته.. وكان رد جارالله عمر أن ليس له خصوم، وأن لايخشى على حياته من أحد.. صالح كان يوم الاغتيال في الحديدة وعاد إلى صنعاء فورا.
الشهادة الثانية عن دور صالح في اغتيال جارالله حكاها قريب منه إلى حد ما، وقد أشرت إلى بعضها من قبل وسمعتها في لندن في 28 أغسطس 2003 تقول"كان الرئيس بادي الانشراح في المقيل يوم اغتيال جارالله، وأمر بدفنه في مقبرة خزيمة، ولولا أن المرحوم يحيى المتوكل اقترح تكريمه كشخصية وطنية بدفنه في مقبرة الشهداء لما غير الرئيس رأيه.. يضيف الحضور كانوا صامتين وأنا منهم ولم يقل أحد شيئا غير ما رآه الرئيس"وفي لقاء آخر في 11 سبتمبر، قال عن دور صالح في الاغتيال مايلي" الرئيس كان يخاف من نشاط جارالله عمر، ويقلق من علاقاته الواسعة وخاصة مع الشخصيات الغربية دبلوماسية وغير دبلوماسية، وأثناء التحقيق في منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بعد جريمة الاغتيال مباشرة وكنت من ضمن المحققين، قلت للقاتل السعواني ماذا حققت بذلك، هل ستتقدم اليمن بسبب ماعملت؟.. وكان رده "عملنا اللي علينا والباقي على الآخرين"، وأضاف بأن الأمن له صلة كبيرة بالاغتيال لأن السعواني قال أثناء تحقيق معه في الأمن السياسي لغالب القمش -رئيس الجهاز- بأنه سيغتال العلمانيين وعلى رأسهم جارالله عمر.. وأضاف بأن الأمن السياسي يصدر صحيفة اسمها "صوت المعارضة" يشرف عليها عبده الجندي ، مهمتها النشر ضد المعارضة الحقيقية كالحزب الاشتراكي، أشياء لا أساس لها من الصحة، مثل الزعم بأن جارالله عمر، قال في ندوة رأسها هو وكنت حاضرا فيها إنه ضد الإعدام وضد تطبيق الحدود الشرعية.. وأضاف أن جارالله لم يقل مانسب إليه ولكن صحيفة صوت المعارضة لصاحبها عبده الجندي وبعض الصحفيين الصغار الذين يعملون مع الأمن نشروا هذه الافتراءات.. وأضاف: كلنا بمن فينا جارالله عمر كنا نقرأ افتراءات هذه الصحيفة ولا نلق بالاً لها.. هذه الجريدة بحسب قول محدثي: يوزعها الأمن السياسي على أشخاص مثل السعواني، الذي يعتبرها مرجعا موثوقا به، وبعد ذلك يحدد خطواته على ضوئها.. وفي بيت الشيخ عبدالله ذكر القاتل الجريدة كمصدر لمعلوماته التي برر بها اغتيال جارالله.. كتاب نقد الاستحلال أورد اسم الصحيفة خمس مرات، ويشير إلى أن أحد مصادر التعبئة الفكرية للقاتل كانت هي هذه الصحيفة التي نسبت زورا في العدد 92 إلى جار الله المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام وبأسلوب الجندي، وبقلمه وصفت الصحيفة هذا الطلب بأنه "خطوة شجاعة وجريئة أن يطالب به في بلد عربي ومسلم".

النيابة تخذل العدالة:
تجاهلت النيابة أسماء عديدة متهمة بالاغتيال وردت في الكتاب ولم تستجوبها النيابة، أو توجه الاتهام إلى ذواتها العلية، وتم التستر على أدوار بعضها وعدم السؤال عن البعض الآخر، ومنهم المكفول من الزنداني والفارون الزبيري والرعيني والحاشدي المفرج عنه لأسباب صحية استمرت حتى اليوم.. وقد ضم الكتاب الأسماء التالية:
1- الدكتور أحمد محمد حسن الدغشي وكان في قائمة المتهمين قبل تخفيض أعدادها، 2- ضيف الله علي الحاشدي، وأفرج عنه الأمن السياسي لخطورة حالته الصحية واختفى بعد ذلك نهائيا من راداري العدالة والأمن (مذكرة رئيس الجهاز في 18 ابريل 2003)، 3- أمل قاسم الضاوي وزارها القاتل قبل الجريمة بيوم، 4- هناء الكبوس ( كلاهما في خلية نسائية ولم تهتم النيابة باستجوابهما أو بالبحث عن بقية أعضائها، 5- محفوظ شماخ، 6- عبدالوهاب الحميقاني، 7- محمد علي محسن الصعفاني، 8- عبدالسلام أمين الحريري، 9-عمار الراعي، 10- محمد الزبيري، 11- الشيخ عايض الشايف، 12- الشيخ محمد علي الأنسي خطيب جامع مسيك التي كانت خيوط الجريمة تنسج فيه ولم تشمله مذكرة الأمن السياسي ولم يستجوب، 13-محمد الصادق، 14- عمر حسين محفوظ، 15- أمين علي أمين، 16- قاسم السروري، 17-عبد الله حطرم، 18- صهيب(بدون بقية الاسم)، 19- خطاب التويتي، 20- ناجي عسكري، 21- عرفات الأشموري، 22- جلال الصبري، 23- وديع الطيب، 24- عبدالله القبيسي، 25- أمين علي أمين.. التساهل الواضح والمتعمد مع معظم هؤلاء يشي بحجم المؤامرة وتعدد أطرافها ومن هم أصحاب المصلحة في اغتيال جارالله والتستر على الفاعلين.
كلمة أخيرة.. الغيرة على الدين والمناداة بدون كلل بتطبيق الحدود والشرع يتطلبان اقتران القول بالفعل والقدوة إذ لايجب أن يتثني أحد نفسه من حكم الشرع.. هؤلاء شرعاً وقانونا كان يجب أن يطبق عليهم قانون العقوبات الشرعي، الذي جعل عقوبة المشارك بطريق الفعل والمباشرة والاشتراك كعقوبة الفاعل، إعمالا لقوله تعالى "يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتل" (البقرة)، وقول الخليفة عمر بن الخطاب، "لو تمالأ أهل صنعاء على قتل رجل لقتلتهم به".. إن من قاموا بتخريب اليمن وإيصاله إلى ماهو عليه من تفكك وانقسام وفقر وإفراغ لقيم الثورة والوحدة وصراعات واغتيالات بدأوا بتخريب العقول وتسميمها وتمزيق أواصر الناس باستخدام المساجد والمال والسلاح، والتكفير والتبشير باسم الإسلام الحركي - المسلح - الدموي - الذي لايقبل أن يكون الإسلام مجرد عبادات فقط، والتواطؤ نقيصة و سبة في وجه العدالة، ولطخة قاتمة السواد في ثوبها وثوب من يزدري الدين والشريعة بالتعالي عليه وقصر تطبيق حدودها على الضعفاء.. وبعد عشر سنوات على الاغتيال لايكفي إحياء ذكرى جار الله والإشادة به وإنما الأهم هو عدم السكوت على جريمة اغتياله، وعدم السماح لأصحاب المصلحة في قتله شراء الوقت لكي ينسى.. جارالله عمر منا وإلينا وكان أقرب إلى شعبه من كل الذين تآمروا عليه ومنحازا طول حياته لمصالح المواطن والوطن ولم يسفك قطرة دم واحدة.

 

 

* دبلوماسي وكاتب من اليمن

03.01.2013

 

قراءة في مرافعات محاميي الشهيد

أطراف التآمر والتواطؤ في اغتيال

 جار الله عمر

 -1-

علي محسن حميد

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا