<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن محبرة الخليقة (1) تحليل ديوان "المحبرة" للمبدع "جوزف حرب"

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

محبرة الخليقة (1)

 

تحليل ديوان "المحبرة" للمبدع "جوزف حرب"

 

 

د. حسين سرمك حسن

  بغداد المحروسة

2012 – 2013

 

ملاحظة : حلقات من كتاب للكاتب سوف يصدر عن دار ضفاف (الشارقة/بغداد) قريباً . 

 

الإهــــــــــــــــــــداء :

إلى الطفل العراقي "علي عباس" ..

قتلَ الأمريكانُ المجرمون الغزاة ، والديهِ ، وجميعَ أفراد عائلته ، وقطعوا ذراعيه ، ثمّ ركّبوا له ذراعين معدنيتين متطوّرتين في إمارة الكويت ، وسلّموه إلى عائلة انكليزية في لندن.

أمريكا .. يا ذئب الإنسان لأخيه الإنسان ..

  

(                 أضفني إلى النصِّ

                  فالنصُّ

                           أضحى

                  لأنّيَ فيهِ ، أخفَّ جناحاً ،

                  وأطيبَ صبحاً ،

                  وأعمقَ حفراً ،

                  وأرسخَ لوحاً .

                  أضفني إليهِ

                  وإلّا ستمحى .

                  أضفني إلى النصِّ

                              يُصبحْ

                              أهمّ

                              وأجملْ ،

                              وأبقى

                              وأكملْ .

                  فلولايَ لن يتحوّلْ

                  كلانا

                  إلى آخرٍ فيهِ يرحلْ .

                  فيا

                  حيرتيْ

                  إننيْ الشعرُ . فاخرجْ من الدينِ

  حرّاً ، فليسَ لديّ الجوابُ النهائيُّ عنكَ .

                  لأنّيَ

                  آتٍ لأسألْ .

                  وكيْ أتخيّلَ هذا الوجودَ ، فجئنيْ

            بنصّكَ كيْ

                  أتخيّلْ (...)

            لديّ على سطحِ هذي السفينةِ

كلُّ مجاذيفيَ المالحاتِ ،

            جميعُ

            رياحيْ إليكْ ،

            وها أنا أبحرُ عبرَ مياهِ الغموضِ ،

     وإنّيَ آتٍ

            ألا افتحْ يديكْ . )      

جوزف حرب

"المحبرة"

 

المحتوى

-------------

الموضوع                                                  الصفحة

------------------------------------------------------------

 الإهداء

إشارات تمهيدية

شاعر يهدي منجزه إلى قاتله

الرائعة: الكون يكتب قصيدة خلقه

رؤيا المحبرة: يوم العهد العظيم

رباعية الخلق: تتويج العاقل المدمّر

المشابهات: كلٌّ شبيهٌ بكلِّ

السيّدة الشجرة: يبدأ الشعر من تقطيع القلب

السيّد الفأس: الذكورة المعصوبة

الحرب: حكاية الأحمر والأسود

الفن الأسود: الإنسان ذئب أخيه الإنسان

المرارات: عذابات بائع الأوهام

السيرة المسائية لابن الصباح: الجسد المؤثّم

الأجنحة: الطفولة المغدورة

الناقد: النصّ القاتل

صباحات: الأفق الأسود

يا أيتها العتمة: عتمة التساؤلات المميتة

إحتفالية الفلك: حكاية البحّار الخائب

النصّ القتيل: الأنا المحطّم

قصيدة حب للأرض: العروس الحزينة

ريشة في محبرة الريح: أضفني إلى النص وإلّا ستُمحى

سفرة المحبرة : عودة مباركة إلى أحضان الموت

هوامش

سيرة شخصية للمؤلف

 

إشارات تمهيدية :

------------------

بعد أن صدر كتابي الأول (الناي يبكي أمّه القصبة) (1) من مشروعي عن المنجز الشعري للمبدع الكبير (جوزف حرب) ، والذي تناولت فيه بالتحليل واحداً من دواوينه المكتوبة باللغة المحكيّة وهو (زرتك قصب فلّيت ناي) ، كان مخطّطاً أن أواصل دراسة وتحليل أعمال الشاعر الباقية المكتوبة باللغة المحكيّة . ولم أكن أفكّر في دراسة وتحليل ديوانه الملحمي "المحبرة" (2) بسبب رهبة ضخامته فهو أطول ديوان شعر عربي حيث يقع في (1725 صفحة) وتتطلب دراسته جهداً خرافياً وعناءً هائلاً . لكن مصادفة مهمة جعلتني أتحوّل إلى وضع هذه الدراسة التحليلية الطويلة عن "المحبرة" . والمصادفة كانت عندما كانت ابنتي الطبيبة تقرأ ديوان "المحبرة" ، وأمام عينيها ، وعلى شاشة إحدى الفضائيات ، يمرَ شريط كلّه أخبار عن الموت والقتل والتفجيرات والإغتيالات والإختطاف والإغتصاب والحرائق والزلازل والتزوير والخديعة وفساد الذمم أسفل صور تعرض الآثار الرهيبة للمجاعة على أطفال أفريقيا الذين تستطيع حساب أضلاعهم بالنظر المجرّد . حملت إبنتي الديوان الضخم ، وعرضت عليّ الصفحة التي كانت تقرأ فيها ، وهي الصفحة (1161) :

(                      هو الحلمُ ،

                          والحلمُ ،

                         والحلمُ ،

                       لكنني الآنَ ألمحُ مجموعةً من

     جياعٍ تُزيّنُ اعينها المطفآتِ

                         الدموعُ ،

                       قد انتشرت بينها بعثةٌ منْ

     وكالةِ غوثٍ تُعَدُّ بأيديَها الفارغاتِ

                               الضلوع )

في تلك اللحظة انبثقت في ذهني كلّ أفكاري عن ظاهرة هزيمة المثقف العربي التي تحدثت عنها طويلا - خصوصا بعد أن صار الباعة المتجوّلون الشرفاء هم الذين يشعلون الثورات بحرق أنفسهم احتجاجاً ضد الطغيان ، وليس المثقفون الذين يتأبطون ، منذ عقود ، المجلدات الفكرية عن الثورة والتغيير الجذري والإنقلاب على الذات وغيرها ، وتراجعهم أمام هجمة "ذوي الوجوه المكفهرّة" الذين يدعون للتبرّك بالبول المقدّس في القرن الحادي والعشرين ، وعن انحطاط دور الشعر ، وفي أيّ جبٍّ ألقاه دعاة الحداثة المشوّهة ، بعد أن صار فنّاً للنخبة يرطن به الشعراء والنقاد فيما بينهم ، وعن النقد العربي الذي يعيش في أغلب أحواله على سلال مهملات النقد الغربي ، وعن كثير من النقاد العرب المعصوبين الذين استقبلوا سموم الحداثة وما بعدها بانبهار صاعق ليفصلوا النص عن حاضنته الإجتماعية ، ويعلنوا موت مؤلفه الذي صار "منشئاً" ، ويتبرّكوا بقصل الدال عن المدلول ، ويروّجوا للشعر الذي يتحدث عن النحاس المتلولب في أحشاء السماء وإسقاطات المربع الأزرق ، والناس تُذبح بالمئات كلّ يوم ، وتُجهضُ آمالها كل لحظة . لقد سحبوا الشعر من بين الناس كما كان أو كما يُفترض به ، ليصعدوا به نحو الملائكة ، ليجدوا أن الملائكة العربية خصوصاً لا وقت لديها لسماع شعرهم فهي مشغولة بإحصاء ذنوب الحكّام والصهاينة ، وخطايا الإنسان وخساراته الجسيمة ، وعدوانه على أخيه الإنسان . من هذه المصادفة الفاجعة قرّرت البدء بدراسة ديوان "المحبرة" ، والإبحار المُجهد في محيطها الهائج الثائر ، إبحاراً كان في غاية الصعوبة والمرارة . فالشاعر يتابع بروح ملحميّة حال الإنسان المتناقض ، بين بياض مجده وسواد عاره ، منذ فجر خليقته ، منذ أن كان الكون غمراً ترف عليه روح الله ، وحتى يومنا هذا . خطوة .. خطوة .. فكرة فكرة .. رمزاً رمزاً .. أسطورة أسطورة .. ديناً ديناً .. حضارة حضارة .. وكلّها تجري في ظلّ أجواء فزع لا يُحتمل من هذا الكائن العجيب المقدّس والمدنّس الذي اسمه الإنسان ، وفي رحلة عاصفة ومديدة تبدأ من الموت وتنتهي بالموت ؛ رحلة شائكة ومعقّدة ومربكة من شمال الأرض إلى جنوبها .. ومن شرقها إلى غربها .. وعبر تفصيلات تاريخها الأسود المدوّخة . رحلة لا تستند إلى ثقافة موسوعية أسطورية وتاريخية يتمتع بها الشاعر حسب ، بل إلى "رؤيا" و"رؤية" ؛ رؤيا تقوم على أساس سؤال : لماذا أكتب الشعر ؟ ولماذا أنهك ذاتي في هذا البحث الصاخب المؤرق الذي يكشف عفن العالم الداخلي للإنسان الذي رسّخته الأديان والكهّان والدولة والمال ولصوص الحروب ؟ . هذه الرؤيا جعلت هذا البحث الملحمي شعراً ، وليس ترجمة شعرية للأساطير ومفاهيم الأديان وصراعات الفكر والعقائد التي خرّبت عالم الإنسان حسب ؛ وإلى "رؤية" ؛ رؤية تقوم على أساس سؤال : كيف أكتبُ الشعر ؟ وما الذي يضمن إنضاج نص شعري يحسب لجوزف حرب وليس لغيره من الشعراء ، متأثراً بهم أو مقتفيا آثارهم حذو الفكرة للفكرة والنص للنص ؟ فجاءت النصوص باهرة الجمال ، ومحكمة التماسك ، وآسرة ؛ لغةَ وصورةً ورمزاً ، كما سنرى .

ومن المهم الإشارة إلى أنّ مسألة الطول والقصر في القصيدة أو العمل الشعري هما مسالتان نسبيتان كما يقول "أوكتافيو باث" . فالمهابهارتا الهندية تتضمن أكثر من ستين ألف بيت من الشعر ، بينما يرى اليابانيون أن "أوتا" قصيدة طويلة وهي بين ثلاثين وأربعين بيتاً ! ليس المهم طول أو قصر القصيدة أو الديوان ، المهم مقدار ما فيهما من الشعر ، وهذا ما سوف نشتغل عليه في تعاملنا مع ديوان جوزف حرب هذا . 

وسيجد السيّد القاريء أنني توقفت عند أدقّ تفصيلات ملحمة جوزف حرب هذه الفنية والدلالية ، وحتى الأقسام القليلة التي تجاوزتها كعناوين قمت بمعالجة مضموناتها في أقسام سابقة عليها أو لاحقة بها .

وأخيراً ، فإنني كلّما أكملت كتاباً من كتبي ، وصلت إلى ما أعتبره أصعب مرحلة فيه ، وهي كتابة مقدّمة له ، وتذكرتُ أيضاً ما قاله رسول حمزاتوف عن معضلة كتابة مقدّمة لأي كتاب :

( يقول أبي : المقدمة تشبه إلى حدّ بعيد ، رجلاً عريض القفا ويلبس فوق ذلك قبعة كبيرة من الفرو، ويجلس أمامي في المسرح ، وليته بعد ذلك كلّه يحافظ على جلسته فلا يميل مرة إلى اليمين ومرة إلى الشمال . مثل ذلك الشخص يثير غضبي ) (3) .

ولهذا أسمح لنفسي أن أتوقف عند هذا الحد ، وأدعو القاريء إلى أن يبحر في عوالم العملين : عمل جوزف حرب : "المحبرة" ، الجبّار الذي التقطتُ منه اقتباسات ثرّة ، مهمّة ومعبّرة عن فكرة هذا المنجز الأساسية ، وساندة للخطوات النقدية التحليلية ، وعملي "محبرة الخليقة" التحليلي هذا الذي بين يديه ، والذي أرى باعتزاز أنه سيحصل من خلاله على فرصة لا تعوّض في خوض غمار رحلة فريدة لا تتكرر ؛ ممتعة ومؤلمة وتنبع متعتها من آلامها ، في النفس البشرية والكون والحياة في هذا العالم المتوحّش الذي تُرسم صورته كل لحظة بريشة عدوان الإنسان المسننة الباشطة المغموسة بمحبرة دماء أخيه الإنسان التي لا تجف .

حسين سرمك حسن

بغداد المحروسة

تشرين الثاني 2012 - أيلول / 2013

 

 

 

د. حسين سرمك حسن

إقرأ للكاتب أيضا :

 

مظفر النواب: (1)

وحالة ( ما بعد الحب )

 

مظفّر النوّاب : (2)  

من مفاتيح الحداثة

 في قصيدة "للريل وحمد"

 

مظفر النواب : (3)

 اللغة تقاوم الموت

 

مظفر النواب : (4)

 شتائم ما بعد النقمة

 

مظفر النوّاب : (5)

الصانع الأمهر

 

مظفر النواب : (6)

ملاعبة المثكل الخلّاقة

 

مظفر النواب : (7)

الإنفعال الصاخب المُعدي

 

مظفر النواب : (8)

عشبة خلود الشاعر :

 "اسعيده" المرأة العراقية العظيمة

 

مظفر النوّاب: (9)

تمزّقات ارواح الحروف المدوّية

 

مظفر النواب : (10)

 دراما حروف العامية الجديدة

 

مظفّر النوّاب : (11)

 العالمية تبدأ من معاناة الإنسان العراقي

 

 

مظفر النواب : (12)

تدشين مرحلة البطل الشعبي

 في الشعر العراقي

 

 

فيلم المبارز – Gladiator

سادس أعظم فيلم في تاريخ السينما

 

 

كتابان جديدان للناقد

 الأستاذ "شوقي يوسف بهنام"

 

 

كتاب "الأبيض كان أسود"

 للناقد "ناجح المعموري":

عندما يصبح النقد الأسطوري قسرا وإفراطا !

عرض ونقد : د. حسين سرمك حسن

 

 

الفنان الراحل "أحمد الربيعي" ..

وهذا الكاريكاتير العجيب

 

 

قصيدة "بعيداً عن العراق" لشبرى البستاني:

في معنى الأدب المُقاوم

د. حسين سرمك حسن

 

 

محبرة الخليقة (1)

تحليل ديوان "المحبرة"

للمبدع "جوزف حرب"

د. حسين سرمك حسن

 

 

محبرة الخليقة (2)

تحليل ديوان "المحبرة"

 للمبدع "جوزف حرب"

د. حسين سرمك حسن

 

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (1)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (2)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (4)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربية نسوية :

بثينة خضر مكي في "أغنية النار" : البساطة المميتة  (2)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربية نسوية :

بثينة خضر مكي في "أغنية النار" :

 البساطة المميتة  (3/الأخيرة)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (5)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (6)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (7)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

"عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (8)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (9)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (10)

 

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

"عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة 

 (11) (الأخيرة)

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا