<%@ Language=JavaScript %> عدنان السيد أزمة أمريكية وتفاعلات عالمية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

أزمة أمريكية وتفاعلات عالمية

 

 

عدنان السيد

 

أثارت مسألة رفع سقف الدين العام في الولايات المتحدة عاصفة سياسية ومالية واقتصادية، وبرزت حالات تشاؤم حيال الاقتصاد الأمريكي وتالياً المجتمع الأمريكي .

 

من المتشائمين مستشار الأمن القومي السابق بريجنسكي الذي نبّه إلى خطورة تفاوت الدخل بين الأغنياء والفقراء، وتراجع الطبقة الوسطى بما يهدّد بوقوع اضطرابات اجتماعية . وقال في حديث إلى الشبكة التلفزيونية (M .S .N .B .C .) يوم 17/7/2011:

 

(سننزلق إلى صراعات اجتماعية حادة وعداوات اجتماعية، وبعض أشكال التطرّف . سيسود شعور بأن هذا المجتمع ليس مجتمعاً عادلاً) .

 

يأتي كلام بريجنسكي قبل إقرار الكونغرس خطة رفع سقف الدين بزيادة 2 .4 تريليون دولار على مراحل حتى نهاية العام 2012 . وقد يستمر الاقتراض حتى العام ،2013 أي إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية .

 

لماذا رفع سقف الدين العام؟

 

إنه من أجل الإنفاق على قطاعات اقتصادية واجتماعية بعد ارتفاع معدل البطالة إلى أكثر من تسعة في المئة، بالتزامن مع وصول حجم الدين العام إلى أكثر من 14 تريليون دولار . فالولايات المتحدة والحال هذه هي الدولة المدينة الأولى في العالم، أما الدائن الأول لها فهي الصين .

 

ملايين الأمريكيين تأثروا سلباً بمعدلات ارتفاع البطالة، في الوقت الذي استعادت المصارف المساكن من المقترضين . إنها حالة تردّي الأمان الوظيفي، أو هي نتيجة واحدة من نتائج الأزمة المالية والاقتصادية التي انطلقت من الولايات المتحدة وعمّت العالم منذ العام 2007 .

 

الإدارة الأمريكية فضّلت الاقتراض لمعالجة هذا الواقع بدلاً من فرض ضرائب جديدة، حيث لا ضرائب إضافية على قطاع الأعمال الكبيرة وعلى الخمسة في المئة الأكثر ثراء بين الأمريكيين .

 

هذا ما أثار موجة سخط ذات طابع يساري حتى داخل الحزب الديمقراطي، فبتنا نقرأ عن يسار الحزب أو عن فئة اليساريين المعترضين . ودخل الصراع الجمهوري- الديمقراطي مرحلة جديدة هدفها إفشال مشروع باراك أوباما، ونزع أسلحته الداخلية قبيل الاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة .

 

هذا هو الوجه السياسي للحملة الاقتصادية والمالية، وأحد عناوينها (رفع سقف الدين العام) .

 

إن رفع سقف الدين العام، بالتزامن مع خفض أولي للنفقات بمقدار ألف مليار دولار، يطرح سؤالاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً: ماذا سيحل بالدورة الاقتصادية إذا ما تراجعت القدرة على الإنفاق في الداخل الأمريكي؟ ألا يسبّب هذا الأمر نوعاً من الركود المالي والاقتصادي؟

 

إن تراجع الإنفاق يؤثّر سلباً في حجم الإنتاج، وتراجع الإنتاج يزيد بدوره من الأزمة المالية والاقتصادية، ويترك نتائج اجتماعية سلبية من مظاهرها ارتفاع معدل البطالة .

 

قد تضطر الإدارة الأمريكية إلى تقليص نفقات الدفاع، وهي الأعلى في العالم، حيث وصلت إلى أكثر من 700 مليار دولار سنوياً . لا بد من الإشارة إلى وجود مئات من القواعد العسكرية الأمريكية حول العالم، وفي خدمتها أكثر من خمسمائة الف جندي، ولا بد من التوقف عند نتائج حربي العراق وأفغانستان على الاقتصاد الأمريكي .

 

بالطبع، ثمة منافذ للإدارة الأمريكية سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية - في الاقتصاد العالمي . فهناك مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، حيث تتبوأ الولايات المتحدة مركز الصدارة والقيادة ما يمكّنها من توجيه النظام العالمي بما يخدم مصالحها . هذا على الرغم من استمرار الأزمة العالمية، وما تحمل من مفاعيل مالية واقتصادية واجتماعية في أوروبا ومناطق العالم، أخذت تتضح وقائعها في اليونان وإسبانيا والبرتغال وإيرلندا وغيرها من الدول .

 

لن تكون المنطقة العربية، والشرق أوسطية، بعيدة عن هذه المفاعيل . وكيف إذا اضطرب الوضع العربي في غير دولة تحت عنواني الحرية والعدالة؟

 

نعم، إننا نعيش في قلب الأزمة العالمية، وعلينا التخفيف من خسائرها، وارتدادها على منطقتنا، بالوعي والتخطيط .

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا