<%@ Language=JavaScript %>  د‏.‏أنور عبد الملك في أصول مصر المستقبل‏ 
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

في أصول مصر المستقبل‏ 

 


د‏.‏أنور عبد الملك

 
خطوة جديدة في التنقيب عن مسار حركة‏25‏ يناير وما تمثله من تطور جذري في مسيرة الوطن‏,‏ المشهد يؤكد أن الطابع المميز الجديد مصر منذ‏25‏ يناير إنما هو السعي الي تغيير النمط السائد في العلاقة التقليدية بين السلطة وجماهير الشعب‏ بشكل محدد, بعد أن عجز نظام الحكم القائم منذ عدة عقود في تحقيق مجتمع العدالة والمعرفة والرفاهية الذي وعدت به ثورات مصر منذ نهاية القرن التاسع عشر.
اللافت في ما يحدث هو أن ما لا يحدث يمثل نفس الدرجة من الأهمية, إن ما يحدث يتمثل في حركة جارفة لتحقيق العدالة السياسية والاجتماعية, وهو أمر بالغ الأهمية بعد عقود من التنكر, ولكن الساحة التي ينطلق منها هذا التحرك ليست مجتمعا منغلقا علي نفسه ولا هامشا بين الأمم, إن مكانة مصر الحضارية المرموقة منذ القدم هي أيضا مكانة جيو ـ جغرافية وجيو ـ سياسية منذ أقدم العصور تلتقي علي أرضها الحضارات والأديان والقوي السياسية والاستراتيجية الكبري التي تسعي الي التحكم في مكانة مصر المحورية بين الأمم والتحكم في تيارات المبادلات الاقتصادية وما يصاحبها من حراك بشري يواكب تطور موازين القوي.
أقول هذه الكلمات وقد لاحظنا جميعا أن مختلف تيارات وثبة مصر منذ25 يناير لا تكاد تعني بتحديد موقفها ـ التقليدي أو الجديد ـ في مجال سياسة مصر الخارجية, وهو أمر لم يحدث من قبل في مختلف مراحل حركتنا الوطنية التي دأبت علي الجمع بين تحرير مصر من الاستعمار والامبريالية وتحرير شعب مصر من الظلم والطغيان, واللافت أيضا أن الأحزاب والحركات والتنظيمات القائمة, علي تنوعها وتباينها, لم تقدم برامج واضحة في مجال تحديد مكانة مصر من العالم الجديد.
ولذا كان لزاما علينا أن نرتب أوراق هذا الملف اسهاما في دعم تجديد العمل الجاد علي ساحة سياسة مصر الخارجية.
أولا: البدء بطبيعة الأمر يكون في اضاءة أهم المراحل في تحديد هذه السياسة الخارجية.
1 ـ المرحلة الأولي بدأت لحظة انهيار ثورة مصر بعد معركة التل الكبير واحتلال أرض الوطن علي أيدي الجيش البريطاني عام.1882
2 ـ ثم جاءت المرحلة الثانية بعد تحقيق الاستقلال التام من الاحتلال البريطاني. تحركت قيادة ثورة مصر الي التحالف مع الساحة الأوسع للحركات والأحزاب والدول المناهضة للامبريالية في سعيها الي الاستقلال الكامل واقامة نظام عالمي أكثر عدالة, إنها مرحلة مؤتمر باندونج( ابريل1955) حيث اجتمع قائد الثورة جمال عبدالناصر بأعلام حركات التحرير والثورات الاجتماعية في قارتي آسيا وإفريقيا, وذلك إيذانا بصحوة ما أطلقنا عليه الشرق الحضاري.
3 ـ ثم بدأ الهجوم المضاد للامبريالية ضد نهضة مصر الاستقلالية والثورية وقد فردت أجنحتها علي امتداد ساحة العالم, جاءت نكسة حرب الأيام الست في يونيو1967 لتؤكد إصرار الامبريالية العالمية والصهيونية علي محاصرة تحرك مصر الدولي غير المألوف, ولكن مصر اتجهت الي بناء الجبهة الداخلية برغم السواد وإعادة بناء جيشها الوطني حتي جاء العبور عبر قناة السويس الي سيناء يوم6 اكتوبر.1973
كان هذا العبور التاريخي إعلانا لإصرار مصر علي كسر الهيمنة الامبريالية في الشرق الأوسط الكبير.
اشتد ضغط الامبريالية لحظة فقدان الحليف الرئيسي بعد عبور اكتوبر. أجمع الرأي العام وكذا قيادات جيش اكتوبر علي الحفاظ علي مكاسب العبور في مواجهة حصار الامبريالية من جديد, ولكن تقدير السادات أنه لابد من مهادنة الضغوط الامبريالية الهائلة, مما قاد دولة مصر لابرام معاهدة كامب ديفيد(1975) التي أعلنت اعتراف مصر بإسرائيل من ناحية, وكذا ـ وهو الأهم بمراحل ـ تفكيك سيادة مصر علي اقتصادها والتحول من استقلال الاقتصاد الوطني أي الاقتصاد المنتج الذي كان يحقق الاكتفاء الغذائي بحركة القطاع العام الصناعي الي مستوي طليعة الأمم, الي اقتصاد استهلاكي غير منتج كانت هذه المرحلة الثالثة إذن هي علي وجه التدقيق مرحلة تبعية السياسة المصرية الي توجهات سياسة الامبريالية, وفي هذه الأجواء انطلقت حركة25 يناير تقتحم أبواب المستقبل.
ثانيا: والحق أن المستقبل, مستقبل العالم, يحيط بنا, وينفتح أمامنا من أوسع الأبواب.
المرحلة التي يحياها العالم منذ مطلع هذا القرن الجديد إنما هي مرحلة بدء صياغة عالم جديد متعدد الأقطاب والمراكز والثقافات, بعد تفكك النظام العالمي القائم منذ القرن السادس عشر حول الغرب.
وهنا يتصل حديثنا اليوم مع ما ذكرناه المرة تلو المرة في لقاءاتنا من أجل تحديد أصول مصر المستقبل, إن التوجه الذي نري أنه يفرض نفسه علي كل جديد في أرض الوطن, حركات الشباب, الأحزاب, مدارس الفكر والعمل, الدولة, إنما هو دراسة الاشكال والمؤسسات التي تعبر عن صياغة جديدة في العالم الجديد علي امتداد العالم كله وفي جميع قطاعاته, وهو التوجه الفكري الذي لا غني عنه لنقيم جسور العمل المشترك بين مصر الجديدة والقوي الصاعدة التي تشكل الآن صياغة العالم الجديد.
قال صاحبي: بديهيات يا أخي, بديهيات... الغريب أن شبابنا الطالع لم يلتفت إليها ربما في هذه المرحلة الأولي؟.. دعنا نأمل

http://www.ahram.org.eg/Issues-Views/News/88009.aspx

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا