<%@ Language=JavaScript %> تأملات الرفيق فيدل رقصة أموات الوقاحة
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

تأملات الرفيق فيدل

 

رقصة أموات الوقاحة

 

سياسة النهب التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها من "الناتو" في الشرق الأوسط دخلت في أزمة. وقد جاءت هذه الأزمة بصورة حتمية مع ارتفاع أسعار الحبوب، الذي تظهر نتئجه بقوة في البلدان العربية، حيث، وبالرغم من الموارد النفطية الهائلة المتوفرة، تتناقض قلة المياه والمناطق الصحراوية والفقر المنتشر مع الموارد المتأتية عن النفط في أيدي القطاعات المتميّزة.

من ناحية أخرى، تتضاعف أسعار النفط ثلاث مرات والثروات وكنوز الأقلية الأرستقراطية تصل إلى بلايين الدولارات.

العالم العربي، ذو الثقافة والمعتقد الديني الإسلاميين غالبان، تعرض للإذلال أيضاً بسبب دولة فُرضت بقوة الدم والنار، وهي دولة عجزت عن الالتزام بالواجبات الأساسية التي دفعت لقيامها، وذلك انطلاقاً من النظام الاستعماري الذي ظل قائماً حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، والذي قامت بموجبه القوى العظمى الظافرة في تلك الحرب بتكوين منظمة الأمم المتحدة وبفرض التجارة والاقتصاد العالميين.

بفضل خيانة أنور السادات في كامب ديفيد، لم تتمكن الدولة العربية الفلسطينية من الوجود، وذلك بالرغم من قرارات منظمة الأمم المتحدة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1947، وتحوّلت إسرائيل إلى قوة نووية كبرى حليفة للولايات المتحدة ولحلف الناتو.

المجمع العسكري الصناعي الأمريكي زوّد إسرائيل بعشرات الآلاف من ملايين الدولارات سنوياً، كما زوّد الدول العربية نفسها، التي تقهرها الأولى وتذلّها.

المارد خرج من عنق الزجاجة، وحلف الناتو لا يعرف كيفية السيطرة عليه.

سوف يسعون للاستفادة قدر الإمكان من الأحداث المؤسفة في ليبيا. لا يستطيع أحد أن يعرف في هذه اللحظة ما يحدث هناك بالفعل. فكل الأرقام والروايات، بما فيها أقلها احتمالاً، نشرتها الإمبراطورية عبر وسائلها، زارعةً الذعر والتضليل.

من الواضح أن الداخل الليبي يشهد حرباً أهلية. كيف ولماذا نشبت هذه الحرب؟ من هم الذين سيدفعون الثمن؟

وكالة الأنباء "رويترز" في معرض نقلها لوجهة نظر بنك ياباني شهير، وهو بنك "نومورا"، قالت أن سعر النفط يمكنه أن يتجاوز كل الحدود:

"أكد البنك في بيان أصدره أنه ’إذا ما أوقفت ليبيا والجزائر إنتاجهما النفطي، يمكن للأسعار أن تصل إلى حد أقصى يتجاوز المائتين وعشرين دولاراً للبرميل، وستنخفض القدرة المتوفرة للإنتاج عند منظمة «أوبيك» إلى 2.1 مليون برميل يومياً، وهي كمية مشابهة لكميات الإنتاج المسجّلة خلال حرب الخليج وحين وصل سعر البرميل إلى 147 دولاراً في عام 2008‘".

مَن يستطيع أن يدفع هذا السعر اليوم؟ ماذا ستكون عليه العواقب في خضم الأزمة الغذائية؟

القادة الرئيسيون لحلف الناتو يعيشون حالة جزع. وكالة الأنباء "أنسا" أبلغت أن رئيس الوزراء البريطاني، دافيد كاميرون، "... اعترف في خطاب ألقاه في الكويت أن البلدان الغربية أخطأت في دعمها لحكومات غير ديمقراطية في العالم العربي". يجب تهنئته على هذه الصراحة.

نظيره الفرنسي نيكولاس ساركوزي صرّح أن "القمع الهمجي والدموي المطوّل للسكان المدنيين الليبيين مثير للاشمئزاز".

وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قال أن "رقم ألف قتيل في طرابلس الغرب هو رقم ’قابل للتصديق‘، [...] أما الرقم المروّع فسيكون حمام دم".

هيلاري كلينتون قالت: "... ‘حمّام الدم‘ هو ’مرفوض كلياً، ولا بد من وضع حد له‘...".

وتحدث با كي-مون، فقال: "... ’إن استخدام القوة كما يتم استخدامها في البلاد هو أمر غير مقبول على الإطلاق‘.

[...] مجلس الأمن الدولي سيتحرك وفقاً لما يقرره المجتمع الدولي‘.

‘إننا ننظر في مجموعة من الخيارات‘".

ما ينتظر بان كي-مون في الواقع هو أن يقول أوباما الكلمة الأخيرة.

رئيس الولايات المتحدة تحدث عصر هذا الأربعاء وأبلغ أن وزيرة الخارجية ستغادر إلى أوروبا من أجل الاتفاق مع الحلفاء في "الناتو" على الإجراءات الواجب اتخاذها. وعكّسَ محيّاه فرصة للتناحر مع السيناتور عن اليمين المتطرف الجمهوري، جون ماكين؛ والسيناتور الموالي لإسرائيل عن كونيكتيكوت، جوزيف ليبرمان؛ وقادة "حزب الشاي"، من أجل ضمان ترشحه عن الحزب الديمقراطي.

وسائل إعلام الإمبراطورية هيّأت الظروف للتحرك. لن يكون هناك غرابة في حدوث تدخل عسكري في ليبيا، وبذلك يكون مضموناً لأوروبا أيضاً استلام حوالي مليوني برميل من النفط الخفيف يومياً، إذا لم يحدث قبل ذلك ما ينهي قيادة القذافي أو يقضي على حياته.

على كل حال، دور أوباما على نحو بالغ من التعقيد. ماذا ستكون عليه ردة فعل العالم العربي والإسلامي إذا أريقت الدماء بغزارة في هذا البلد جرّاء هذه المغامرة؟ هل ستوقف الموجة الثورية التي اندلعت في مصر تدخل حلف الناتو في ليبيا؟

في العراق أريقت الدماء البريئة لأكثر من مليون مواطن عربي، حين تعرضت البلاد لغزو بحجج زائفة. انتهت المهمة!، هذا ما أعلنه جورج دبليو بوش.

لا يمكن لأحد في العالم أن يكون على اتفاق مع قتل مدنيين عزّل في ليبيا أو في أي مكان آخر. وأتساءل: "هل ستطبّق الولايات المتحدة وحلف الناتو هذا المبدأ على المدنيين العزّل الذين تقتلهم الطائرات بدون طيارين وجنود هذا الحلف يومياً في أفغانستان وباكستان؟

إنها رقصة أموات الوقاحة.

 

فيدل كاسترو روز

23 شباط/فبراير 2011

الساعة: 7:42 مساءً

 

 

 

احتلال ليبيا هو مشروع حلف الناتو

 

لقد تحوّل النفط إلى الثروة الرئيسية بأيدي الشركات اليانكية العابرة للحدود؛ فبواسطة هذا المصدر للطاقة تمتعت هذه الشركات بأداة ضاعفت بشكل كبير قوتها السياسية في العالم. وكان هذا النفط سلاحها الرئيسي عندما قررت تصفية الثورة الكوبية بسهولة فور إصدارها القوانين العادلة والسيادية الأولى في وطننا، عبر حرمانها من النفط.

مصدر الطاقة هذا شكّل أساساً لتطور حضارة اليوم. وفنزويلا هي البلد الذي دفع أبهظ ثمن في هذا النصف من العالم. الولايات المتحدة استولت على الآبار الهائلة التي منّت الطبيعة بها على هذا البلد الشقيق.

عندما انتهت الحرب العالمية الثانية، بدأت تستخرج أكبر كميات من النفط من إيران، وكذلك من العربية السعودية والعراق والبلدان العربية المجاورة لها. أصبحت هذه البلدان مصادر التزويد الرئيسية. ارتفع الاستهلاك العالمي تدريجياً ليصل إلى الرقم المذهل البالغ 80 مليون برميل يومياً، بما فيها تلك الكميات التي يتم استخراجها من أراضي الولايات المتحدة، والتي أضيف إليها لاحقاً الغاز والطاقة المائية والنووية. حتى بدايات القرن العشرين، شكّل الفحم المصدر الرئيسي للطاقة التي مكنت من تطور الصناعة، وذلك قبل إنتاج آلاف الملايين من السيارات والمحركات المستهلِكة للوَقود السائل.

يرتبط تبذير النفط والغاز بواحدة من أكبر المآسي التي تعانيها البشرة، ولم تجد حلاً على الإطلاق، ألا وهي مأساة التغير المناخي.

عندما قامت ثورتنا، لم تكن الجزائر وليبيا ومصر قد أصبحت بعد بلداناً منتجة للنفط، وجزء كبير من الاحتياطات الهائلة لدى العربية السعودية والعراق وإيران والإمارات العربية المتحدة لم يكن قد تم اكتشافه بعد.

في شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 1951 تحوّلت ليبيا إلى أول بلد أفريقي يحقق استقلاله بعد الحرب العالمية الثانية، بعدما شكّلت أراضيها خلال تلك الحرب مسرحاً لمعارك هامّة بين القوات الألمانية وقوات المملكة المتحدة أعطت الشهرة لجنرالات من أمثال إرفين رومل وبرنارد ل. مونتغوميري.

95 بالمائة من أراضيها هي أراضٍ صحراوية بالكامل. وقد سمحت التكنولوجيا باكتشاف آبار هامة من النفط الخفيف رفيع الجودة يصل حجم إنتاجها اليوم إلى مليون وثمانين ألف برميل يومياً وآبار غاز طبيعي وافرة. هذه الثروة سمحت لها بتحقيق أمل في الحياة يصل إلى نحو 75 سنة، وأعلى نسبة دخل للفرد في أفريقيا. تقوم صحراؤها القاسية فوق مستنقع هائل من المياه المتحجرة يعادل بمساحته ثلاثة أضعاف مساحة كوبا، مما سمح لها ببناء شبكة واسعة من مجاري المياه العذبة تغطي كل أنحاء البلاد.

ليبيا، التي كان عدد سكانها يبلغ مليون نسَمة عندما حققت استقلالها، يصل عددهم اليوم إلى ما يزيد بقليل عن ستة ملايين.

الثورة الليبية قامت في شهر أيلول/سبتمبر من عام 1969. كان قائدها الرئيسي معمّر القذافي، وهو عسكري  من أصل بدويّ، ألهمته في وقت مبكّر من شبابه أفكار الزعيم المصري جمال عبد الناصر. لا شك في أن كثير من قراراته على صلة بالتغيرات التي حدثت عندما أطيح في ليبيا بحكم ملكي ضعيف وفاسد، على غرار ما شهدته مصر.

لسكان هذا البلد تقاليد كفاحية عريقة. ويقال بأن الليبيين القدامي شاركوا في جيش هنيبعل عندما أوشك على تدمير روما القديمة بقواته التي اجتازت جبال الألب.

يمكن للمرء أن يتفق أو لا مع القذافي. فقد غزا العالم كل نوع من الأخبار، لا سيّما باستخدام وسائل الإعلام الكبرى. سيتعيّن انتظار ما يلزم من الوقت من أجل المعرفة الدقيقة لمدى الصحة أو الكذب، أو الخليط من أحداث من كل نوع وقعت في ليبيا في خضم حالة الفوضى. ما هو واضح بشكل مطلق بالنسبة لي هو أن حكومة الولايات المتحدة لا يهمها السلام في ليبيا على الإطلاق، ولن تتردد في الإيعاز لحلف الناتو باجتياح هذا البلد الغني، وربما يكون ذلك خلال ساعات أو أيام معدودة.

أولئك الذين ابتدعوا شائعة توجه القذافي إلى فنزويلا، بنوايا غادرة، كما فعلوا عصر يوم أمس الأحد، العشرين من شباط/فبراير، وجدوا اليوم إجابة أبية من جانب وزير العلاقات الخارجية الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الذي عبّر حرفياً بأنه يتمنّى "أن يجد الشعب الليبي حلاً سلمياً للصعوبات التي يواجهها، يحمى وحدة الشعب والأمة الليبية، في ممارسة منه لسيادته، وبعيداً عن تدخل الإمبريالية...".

من ناحيتي، لا أتصور القائد الليبي مغادراً لبلده، متهرباً من المسؤوليات التي تُنسَب إليه، أكانت هذه المسؤوليات كاذبة أم لا، جزئياً أو كلياً.

الإنسان النزيه يقف دائماً ضد أي ظلم يتم ارتكابه بحق أي شعب في العالم، وأسوأ هذه المظالم في هذه اللحظة هو إطباق الصمت على الجريمة التي يستعد حلف الناتو لارتكابها بحق الشعب الليبي.

إن فعل ذلك هو أمر عاجل بالنسبة لقيادة هذه المنظمة. لا بد من كشف ذلك!

 

فيدل كاسترو روز

21 شباط/فبراير 2011

الساعة: 10:14 مساءً

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany