<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

دعوة من صوت اليسار العراقي

من أجل أن يكون عام 2011 عاما لثقافة الطفل العراقي

 

كم من الحروب قد عاشها شعبنا العراقي وكم من الضحايا سقطوا وكم كان عدد الشهداء وكم هو عدد الأيتام والعوائل المنكوبة وكم هو عميقا جرح الوطن عندما ينتهك بدبابات الغزاة وهو ليس أقل أيلاما من جروح الديكتاتورية البائدة وأكثر دمارا وخرابا في تاريخنا المعاصر ومنذ عصر الثورات الأولى ومرورا بالأنقلابات والجرائم والحرائق وسحق الحضارة والموروث العراقي ..كان الأدب والفن يلازم هذه الجرائم والمآسي بين مساند ومعارض , بين شاعر يمجد ويجمل وجه الجلاد وآخر تغيبه السجون والمعتقلات والمنافي . وبين هذا وذاك وبين فترة مظلمة وأخرى تبقى الضحية الأكثر إيلاما في الثقافة هم أطفال العراق الذين لم يحضوا بشيء يتجملون به أدمغتهم لا من الجلاد ولا من ضحيته ..

لم يكتب شعرائنا شيئا للطفولة ولم يكتب القصاصون حكاية لطفل قبل منامه وبخل الموسيقيون بعزف لحن طفولي يغنيه في لحظات الفرح .. الجميع منشغلون بين السلطة والمعارضة بين التفكير الأنساني والمتوحش .

وتمت محاصرة الطفولة في قبضة الفاشية الصداميّة لتغسل الأدمغة الصغيرة بثقافة العنف والقتل والحروب والقائد الضرورة وبابا صدام حسين وساهم فيها الكتاب والصحفيون والفنانون وكذلك الآباء والأمهات والأخوة خشية من زلة لسان الطفل أمام المخبر السرّي .

ولم تكن البدائل السياسية المعارضة آنذاك بأحسن حال من الفاشيين في السلطة في الموقف من الطفولة وثقافتها .. فأن كانت الصدامية بحاجة الى ثقافة طفل تتناسب وبناء ديكتاتوريتها وديمومة همجيتها فأن المعارضة قد ألغت بالكامل مثل هذه الثقافة وأستعاضت عنها بالطقوس الدينية لدى بعضها أو بالثقافة الديكتاتورية المتعارضة لتمجد شخصا آخر أو حزبا آخر .

والخاسر الوحيد هو جيل كامل لا يمتلك شيئا من الثقافة ولن يستطيع أن يواصل ثقافة موروثة لأنه لم يحصل عليها و لا يمتلكها ولم يمتلك الحريّة لبناءها وتطورها .. إن هذه الثقافة باقية كمشاريع في أدمغة النخب .

والنخب الثقافية مازالت منشغلة بين السلطة والمعارضة حتى لم تعد نخبا ثقافية بعد بل تحول بعضها الى أبواق سياسية مأجورة للأحتلال كطير القبج (الكردي) الخائن الذي يستجلب بقية الطيور وهو في شبكة الصياد ..

ونخب وطنية معارضة مهمشة مبعدة داخل الوطن ومنفية خارج الوطن لا تمتلك من القدرات المادية إلا القدر الذي يبقيها على قيد الحياة بأباء وكرامة وتغرد خارج السرب المحشور في شبكة الصياد.

ولهذه النخبة الوطنية نوجه دعوتنا لأنقاذ ثقافة الطفل العراقي والجيل الجديد الذي يريد الأحتلال وأعوانه تربيته وتنمته وفق مقاسات الحسينيات والزناجيل وتوم وجيري ورامبو وأفلام العنف والحروب القذرة ..

وفي الوقت الذي نهنيء فيه الكتاب والفنانين والأدباء والصحفيين وكافة الآباء والأمهات والمعلمين والمربين بمناسبة العام الجديد ندعوهم للمساهمة بحملتنا لأن يكون 2011 عاما لثقافة الطفل العراقي

لنبني سوية ركائزها وأعمدتها الجمالية الصلبة التي يعجز ليبراليوا الأحتلال الجدد من زحزحتها من أدمغة ومخيلة أطفالنا .

 

صوت اليسار العراقي

31.12.2010

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany