إقرأ للكاتب أيضا

حكومة الاحتلال تدفع باتجاه خصخصة النفط

نهب نفط العراق

الجفاف، الزراعة، والمشاكل الاجتماعية في العراق

مسيحيو العراق يفتقدون فرحة عيد الميلاد

 

مسيحيو العراق يفتقدون فرحة عيد الميلاد

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

     في حين أن المسيحيين في كافة أنحاء العالم يستعدون للاحتفال بعيد الميلاد، يفتقر مسيحيو العراق لمزاج احتفالي بسبب خوفهم الشديد من استهدافهم.. "أتمنى لو كان باستطاعتنا أن نحتفل بعيد الميلاد ورأس السنة الجديدة في ظروف آمنة وأن نتمكن من التصرف وفقاً لديننا،" قالها Pablo Kammar Salid (43 عام) لوكالة IslamOnline.net.

     يخطط ساليد أن يحتفل بعيد الميلاد داخل منزله خوفاً من تعرضه للاغتيال من قبل المليشيات "سنبقى في المنزل هذا العام، ولن نستقبل أي ضيف، ونعد عشاءً بسيطاً، وبذلك نأمل أن لا يكون منزلنا هدفاً للمتطرفين. اغتيل أخاه العام الماضي في حفلة لعيد الميلاد ضمتْ بعض أفراد الأسرة والأصدقاء.

     عيد الميلاد هو مناسبة للمسيحيين في جميع أنحاء العالم للاحتفال بميلاد المسيح.. ولكن منذ الغزو الأمريكي للعراق العام 2003 أخذ مسيحيو العراق يعمدون إلى تخفيف نشاطهم في هذه المناسبة لتقليل تركيز أنظار المليشيات عليهم.. من هنا تحاشوا صلاة الكنيسة لمنتصف الليل خوفاً من استهدافهم من قبل هذه المليشيات (العصابات الإجرامية).

     أضاف ساليد: "نحن في سجن داخل مناطق إقامتنا.. بقدر ما للمسلمين الحق في إحياء ذكرى أعيادهم، لنا الحق كذلك أن نكون قادرين لنطلب مباركة الرب دون أن نشعر بالقلق من اختراق رصاصة لنافذة منزلنا أو أن تقتل أحداً منا لمجر أننا نؤمن باليسوع نبينا."

     يؤمن المسلمون باليسوع واحداً من أعظم الأنبياء وبأنه أبن مريم العذراء Virgin Mary، وليس أبن الله. حملت به العذراء وولدته بمعجزة.. وفيما يخص صَلْبه crucifixion، يعتقد المسلمون أن المسيح لم يُصلب، بل تم رفعه إلى السماء..

     ويعتقد المسلمون بأن المسيح سيعود إلى الأرض قبل نهاية الوقت (الكون) ليعيد السلام والنظام ومحاربة أعداء المسيح (المسيح الدجال Al-Masih Al-Dajjal).. ينصر الحق ويُعيد الفضيلة..

* السلامة أولاً  Safety First

     ألغى الكثيرون من المسيحيين في العراق خططاً لحضور احتفالات عيد الميلاد بقصد الحفاظ على سلامة عائلاتهم.. ذكر الكاهن Priest Tamar Galean لوكالة IOL بأن "المسيحيين العراقيين في معظمهم كاثوليك، ومرة أخرى ألغت بيوت مسيحية احتفالاتها برأس السنة بعد الهجمات الأخيرة... من الواضح أن المسيحيين ليسوا محل ترحيب مجموعات عديدة في العراق."

     عاش المسيحيون على مدى قرون جنباً إلى جنب مع المسلمين والمجموعات الدينية الأخرى في العراق، وفي فترات عديدة، بلغوا مراتب وظيفية رسمية عالية لغاية ما قبل الاحتلال.. لكن الأمور تغيرت بعد الغزو وظهور العديد من المليشيات..

 قبل بضعة أيام، أُلقيت قنابل على كنيسة القديس افرام Church of Saint Ephrem وعلى بيت الأم للراهبات الدومنيكان للقديسة كاترين Mother House of the Dominican Sisters of Saint Cathe في الموصل. ورغم عدم تسجيل إصابات، فقد أثارت هذه الهجمات فزعاً شديداً بين المسيحيين من احتمالات استهدافهم أثناء عيد الميلاد..

     "أخبرني بعض الزملاء في الموصل عن طريق الاتصال الهاتفي بأن عائلات مسيحية بدأوا بـ: جمع أشجار عيد الميلاد وإخفائها، منع أطفالهم الذهاب إلى المدارس، وتخزين المواد الغذائية stockpiling، خشية من أن يزداد الوضع سوءً في قادم الأيام،" قالها Galean الذي نجا من أكثر من خمس محاولات  استهدفت حياته منذ تموز/ يوليو العام 2006. وأضاف بأن بعض الكنائس تأخذ في اعتبارها إلغاء صلاة عيد الميلاد.. "إذا استمر الأمن ضعيفاً في مجتمعنا، فربما يفضل الكثيرون من زعماء الدين المسيحيين إلغاء صلاة العيد وإعادة جمع شمل معزولة في بعض بيوت الأعضاء."

     يتمنى الكاهن ويأمل من المواطنين المسلمين أن يقفوا ضد المتطرفين لمنع الهجمات ضد المسيحيين.. "لا نزال نأمل أن تتشكل أغلبية من المسلمين الطيبين في هذا البلد ممن يتحلون بالنزاهة ليقدموا إلينا شيئاً من الدعم... في مثل هذا الوقت، ليس هناك الكثير مما نستطيع القيام به سوى أن نقترب أكثر من مجموعتنا الصغيرة لنشارك معهم قوة العزيمة والأمل."

      أرقام التعداد السكاني قبل حرب الخليج العام 1991، أظهرت أعداد المسيحيين في العراق بأكثر من مليون نسمة.. لكن هذا الرقم بدأ بالانخفاض بعد الغزو وتدفق اللاجئين إلى الخارج..

     أدان الشيخ عبدالرحمن عبدالجليل- زعيم ديني/ الموصل- الهجمات ضد المسيحيين.. وقال "إذا أردنا أن نكون محل احترام، علينا أن نحترم الأديان الأخرى... لقد تعلمنا من نبينا العيش بسلام مع الطوائف الأخرى."

     وأضاف بأن العراقيين من مسيحيين ومسلمين يُعانون من وباء العنف.. "لكني متأكد أن الله يُبارك جميع العراقيين الطيبين، وسنكون قريباً قادرين على العيش بسلام مع كافة الأديان والطوائف، كما كنا نفعل من قبل."

مممممممممممممممممممممممممـ

Iraq Christians Miss Christmas Joy,By Afif Sarhan, Correspondent,uruknet.info,IOL December 6, 2009.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
______________________________________________________________________________________________________________
 
 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | كتابات حرّة | فنون وآداب | طلبة وشباب | المرأة | الأطفال | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي


 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | طلبة وشباب | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

 

مقالات مختارة

صوت اليسار العراقي

صحيفة تصدرها نخبة من المثقفين والكتاب اليساريين العراقيين