|
لا للأحتلال |
|
|---|
|
لا للأحتلال |
|
|---|
|
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
|
|---|
انه موظف في " البيت الابيض" وليس امينا عاما للامم المتحدة !
كاظم نوري الربيعي
عصبة الامم كانت التسمية الرسمية التي اطلقت على الامم المتحدة عند تاسيسها بعد الحرب العالمية الثانية وجمعها المؤنث السالم " عصبات" لكن عصائب وهو جمع تكسير قد يصلح للكلمة ذاتها لتكون اكثر سلاسة واكثر قبولا وتداولا وغير ثقيلة في اللغة .
ولاندري ربما جاء ت تسمية" عصائب الحق" هي الاخرى من " عصبة" او عصابة" جرغد" مثلما جاء اسم "ابو درع" هو الاخر لتوارد خواطر مع "ابو طبر".
ومثلما اصبح وفي هذا الزمن الرديئ زيباري وزيرا للخارجية في العراق بعد تلك الاسماء اللامعة امثال جواد هاشم وعبدالجبار الجومرد وشاذل طاقة.
جاء بان كي مون من كورية الجنوبية التي تخضع بلاده لسياسة "واشنطن" ليخلف اسماء لامعة تناوبت على سكرتارية الامم المتحدة مثل كورت فالد هايم وداغ همر شولد ويوثانت.
استمعوا الى تصريحات بان كي مون السكرتير العام للامم المتحدة والبيانات التي يصدرها تشعرون وكأن هذا الرجل يعمل موظفا في البيت الابيض وليس مسؤولا دوليا وان تصريحاته تتطابق الى حد ما مع تصريحات هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الامريكية خاصة عندما تكون تلك التصريحات مرتبطة بالوضع في الشرق الاوسط ودوله.
كان اخر تصريح له عدم قناعته بخطاب الرئيس السوري بشار الاسد حول الاصلاحات في بلاده وهو قول يردده كبار المسؤولين في الادارة الامريكية وفي الدول الحليفة لها مثلما يردده سوريون يعيشون في كنف دول المهجر الغربية وفي قطر التي تستضيف بعض العينات ايضا.
هكذا استبق بان كي مون الاحداث والزمن دون اعطاء الاخر وقتا للايفاء بتعهداته لانه على عجالة من امره كما يبدوا!!! .
ممثلو بان كي مون في الدول الاخرى هم ليس افضل حالا من السكرتير العام للامم المتحدة نفسه والكل يتذكر تصريحات ميلكرت ممثله في العراق المقيم في البلاد منذ الاحتلال في اجتماع عقد مؤخرا في بغداد حول حقوق الانسان التي ساند فيها حكومة منبوذة من الشعب العراقي وبعد الضجة التي اثارتها تلك التصريحات حاول التملص منها باعتبار ان هناك تلاعبا بترجمة النص وهي كذبة من " جناب المقيم" في المنطقة الخضراء الذي عرف عنه التدخل في شؤون العراق الصغيرة والكبيرة لصالح المحتل الامريكي رغم منصبه باعتباره ممثلا عن السكرتير العام للامم المتحدة في البلاد .
من هذا المنطلق ربما يستحق بان كي مون ان يبقى في منصبه الدولي دورة ثانية لخمس سنوات وربما لدورات لاحقة ثالثة ورابعة ومن يدري قد يخلفه ابنه الاكبر وعلى طريقة التوريث الاممي الذي تحميه ادارة البيت الابيض في ترشيحها لكبار المسؤولين في الامم المتحدة بعد ان تحولت هذه المنظمة الى "ملك مشاع امريكي"" طابو " يخولها ان تختار من يناسب سياستها مثلما تختار دوما مسؤولي وكبار البنك الدولي صاحب القروض المشروطة التي تكبل بقيودها الدول.
حقا نشعر عندما نستمع الى مايصدر من بيانات عن منظمات تحمل مسمى الدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية " وخاصة تلك المنظمات غير المستقلة التي تتبع لمنظمة الامم المتحدة بانها " فوتو كوبي"" نسخة طبق الاصل" من تلك التي يتناولها المسؤولون الامريكيون.
والانكى من ذلك انه كلما صرح مسؤول امريكي رفيع المستوى في العاصمة الامريكية واشنطن يجد صداه في عواصم الغرب الاخرى لاسيما لندن وبرلين وحتى باريس.
وما ان تصدر عن شفاه الرئيس الامريكي اوباما كلمة تهديد او وعيد ضد هذه الدولة او تلك في المنطقة العربية حتى يردد المسؤولون في بقية دول الاتحاد الاوربي تلك الكلمة وعلى الطريقة التي تذكرنا باسلوب طلاب الابتدائية عندما يرددون وراء معلمهم اشبه" بالببغاوات "
هذا ما نلمسه اليوم وهو واقع الحال الذي يعيشه العالم بعد ان تحولت الامم المتحدة الى منظمة " امريكية" واصبحت مصدر استفزاز وابتزاز تخيف بها واشنطن الحكومات التي لاتروق لها بدلا من ان تكون هذه المنظمة قد تاسست لخدمة الشعوب كما ينص ميثاقها .
اما الزعماء الذين لايستهوي نهجهم الادارة الامريكية فامامهم طريق واحد" الرحيل" ثم مثولهم امام محكمة جنايات دولية وهناك اكثر من ذريعة تتبجح بها" منها ارتكاب جرائم ضد البشرية" انتهاكات حقوق الانسان" الى اخر هذه المصطلحات الامريكية الجاهزة .
وكأن الولايات المتحدة التي ترتكب قواتها جرائم يومية في باكستان وافغانسان قد حولت مهام" طائراتها بدون طيار سيئة الصيت التي لاتفرق قنابلها وصواريخها بين المسلحين والابرياء" الى حمامات سلام تحمل اغصان الزيتون" وهي ترفرف فوق وزيرستان في باكستان وافغانستان وحتى ليبيا والعراق الذي يئن تحت وطأة الاحتلال الامريكي المقيت منذ اكثر من ثماني سنوات ويتواصل نزف ابنائه حتى هذه اللحظة.
وامام هذا الواقع الدولي المزري جراء السياسة الامريكية احادية الجانب في اروقة الامم المتحدة صحت روسيا اخيرا ولاول مرة كما يبدوا وفاقت من سباتها بالرغم من ان صحوتها جاءت متاخرة وتبعتها الصين ايضا بعد ان شعرتا انهما اصبحتا " لاوزن لهما " وتتحملان مسؤولية دولية جراء صمتهما ازاء السماح بتمرير المزيد من مشاريع القرارات الدولية غير المنصفة ارضاء للادارة الامريكية .
بل ان هتين الدولتين العظميين ادركتا لكن " بعد خراب البصرة" انهما باتتا تخسران موقعهما واحترامهما وفقدتا الكثير من هيبتهما في العالم واخذ ينحسر دورهما على مختلف الصعد جراء موقفهما المجامل هذا الذي تتذرع به واشنطن بهدف التوسع في مناطق العالم تحت كذبة" ضرورة الحفاظ على" وحدة" موقف الدول الكبرى الخمس الاعضاء في مجلس الامن" لتمرير قرارات مجحفة بحق العديد من الدول والزعماء.
لقد كانت روسيا واعقبتها الصين حازمة هذه المرة خاصة ماورد على لسان رئيسي البلدين خلال لقائهما الاخير .
وتوج مدفيدف هذا الحزم بتاكيد واضح نشرته احدى الصحف اللندنية من ان بلاده سوف تستخدم " الفيتو" ضد اي مشروع قرار ضد سورية .
ونتمنى ان لاتخيب موسكو امال الشعوب وان تستخدم حق النقض " الفيتو" ضد اي قرار غير منصف مستقبلا تقف خلفه الولايات المتحدة وان لاتجامل على حساب المصالح مثلما حصل مع مشروعات قرارات جرى تمريرها سابقا الحقت اذى بالشعوب والدول.
وليكن هذا الموقف الروسي درسا بليغا لواشنطن وحلفائها الغربيين لا ان توعد موسكو ثم تخلف الوعد وهو ما تعودنا عليه في اكثر من معضلة دولية تم عرضها في اروقة مجلس الامن لان في ذلك ضررا ليس على الدولة المعنية والمستهدفة امريكيا بل فيه ضرر على روسيا نفسها التي من حقها ان تمارس دورها الشرعي في المنظمة الدولية.
وينسحب ذلك ايضا على موقف الصين القوة الدولية العظمى اذا بقي شيئ من سمعة تلك المنظمة التي باتت تسخرها الادارة الامريكية لصالحها منذ سنوات وتحولت الى منظمة امريكية وبامتياز بل استخفت بكل اعضائها عندما اقدمت على غزو العراق واحتلاله عام 2003 دون موافقة دولية وتحت ذريعة كاذبة .
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
