<%@ Language=JavaScript %> موفق الرفاعي مرضى العملية السياسية في العراق
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

مرضى العملية السياسية في العراق

 

 

موفق الرفاعي

 

جميع الساسة العراقيين الحاليين وبلا استثناء يتحدثون عن مشاريع تفوق قدراتهم وقدرات كتلهم واحزابهم، وهم علاوة على ذلك لا يطرحون تلك المشاريع. أي انهم لا يتحدثون عن تفصيلاتها ولا عن الأهداف من ورائها ويكتفون فقط بالحديث عنها بأساليب خطابية او إنشائية.

حتى مشروع إقامة الأقاليم الذي فجره مؤخرا اسامة النجيفي رئيس البرلمان وتردد صداه في اكثر من محافظة، هو مشروع من المستحيل تحقيقه الا بعد تفاهمات محلية وإقليمية ودولية، تبدو اليوم مستحيلة في ظل التجاذبات والصراعات على الثروة والنفوذ والمصالح المستقبلية، وهي على صلة ليس بما يجري في الداخل فقط بل تمتد الى ما يجري من تغيرات متسارعة في المنطقة جميعها.

الساسة العراقيون اليوم بحاجة الى وقفة مصارحة مع انفسهم قبل ان يواصلوا طريقهم في تضليل الناس وتقديم أنفسهم على انهم قادة حقيقيون يمتلكون القرار فيما الحقيقة هي غير ذلك تماما.

ان الاستمرار في السير على هذا النهج لن يؤدي سوى الى المزيد من التدهور في علاقاتهم فيما بينهم، وبالتالي الى ارتفاع مناسيب الصراع الذي يعقّد المشكلة ولن يحلها، والى المزيد من ابتعاد الناس عنهم وانفضاضها من حولهم ليجدوا انفسهم في النهاية عاجزين تماما عن اقناع الشعب بضرورة بقائهم ما يضطر القوى الاقليمية والدولية الى استبدالهم، حتى لو تطلب الامر الدخول في مفاوضات مع المعارضين للعملية السياسية والاتفاق معهم على صيغة اخرى تطيح بهم جميعا، كما تحاول القيادة الأمريكية اليوم في افغانستان بعد ان تبين لها عجز حكومة حامد كرازاي عن تحقيق ما هو مرسوم لها، وادى الى زيادة الضغوطات عليهم ومضاعفة خسائرهم وافشل مشروعهم.

لا يمكن تصور الساسة العراقيين الحاليين سوى مجموعة من المقامرين يتحلقون حول طاولة البوكر بفارق انهم يفتقرون الى ضبط انماط سلوكهم مع بعضهم وهو ما يجب ان يتحلى به لاعب البوكر.

جميعهم متحفزون يترصد كل منهم للاخر نقطة ضعف ليستغلها في التشهير به وتسجيلها عليه ظانا انه بهذا يجمع نقاطا اكثر تفيده في معركته مع شركائه الاخرين.

بدى ذلك واضحا في التربص الذي يسود المؤسسات الكتلوية في الحكومة وفي البرلمان حول موضوع التجديد لبقاء القوات الامريكية. كلهم يعلن عن ضرورة انسحابها ، ولكنهم يبطنون غير ذلك وينتظرون من احدهم ان يعلن عن ما يبطنون ليكون هو المسؤول امام الشعب عن ذلك فيسود وجهه وتبيض وجوههم.

كلهم يدعي المعرفة وقدرته على ضبط الشارع وتجييشه لمصلحته فيما الشارع لا يقر لهم جميعا بذاك، ويعتبرهم تجارا يتجارون بمآسيه ومعاناته.

عدوانيون متحذلقون ثرثارون يتصيدون الاخطاء على بعضهم البعض. انهم مجموعة من المصابين بعقد متعددة نتيجة لعملهم السابق في الظلام واضطرارهم للارتباط بدوائر كانت توجههم واضعفت لديهم القدرة على العمل بمفردهم واتخاذ قرارات بحجم شعب عريق كالشعب العراقي.

الشعب اليوم بحاجة الى أناس اصحاء منفتحين عليه وعلى طموحاته في التقدم وبناء مستقبله. اناس بعيدون عن عقد الماضي والشعور بالاضطهاد والمظلومية.

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا